سياسية

مواطنو حلايب يشكون من المعاملة المصرية


تباينت ردود الافعال من أهالي مثلث حلايب حول تصريحات رئيس الجمهورية المشير عمر البشير المتعلقة بان حلايب سودانية وستظل سودانية، ودعا عدد من مواطني حلايب استطلعتهم (السوداني) عبر الهاتف من داخل المثلث المحتل السلطات المختصة الى ضرورة ترجمة تلك التصريحات بصورة عملية حتى يتحرروا من ما وصفوه بالاذلال الذي يعانونه من

قبل السلطات المصرية، وطالبوا وزارة الخارجية بضرورة اتباع تصريحات الرئيس بتحرك دبلوماسي، محذرين من مغبة أن تكون حلايب مصرية بسياسة الامر الواقع .
تحرك دبلوماسي
واوضح القيادي بالمؤتمر الوطني وأحد أبناء حلايب الدكتور عيسي الحسن كرب أن حديث الرئيس “يدعم وبقوة موقفنا ويؤكد حرص السودان حكومةً وشعباً على التمسك بحلايب”. وكشف أن كل الحلول الودية التي طرحتها الحكومة السودانية لمصر بشأن حلايب رٌفضت من قبل مصر ولا بد للحكومة السودانية السير في اتجاه تفعيل المطالبة بالاحتكام لمحكمة العدل الدولية، مبديا ثقته في تصويت أهالي حلايب لصالح السودان. وطالب كرب وزارة الخارجية بإتْباع حديث الرئيس بتحرك دبلوماسي وحذر من أن تصبح حلايب بسياسة الأمر الواقع مصرية، منبهاً إلى أن ليس للسودان سلطة أو سيادة في مثلث حلايب الآن إذ أن حلايب تخضع للسيطرة المصرية الكاملة منذ احتلالها في العام 1993 وتمارس مصر كافة أساليب الترهيب والترغيب في إستمالة المواطنين.
إذلال وكبت
من جهته قال أحمد طاهر أور من سكان مثلث حلايب تحدث لـ”لسوداني” عبر الهاتف إن الحكومة تعلم تمام العلم أن مواطني حلايب يعانون أوضاعاً بالغة من الإذلال المصري والكبت ومصادرة للحريات الي جانب علمها بأن مواطني حلايب سودانيون ولكن يخضعون لسلطة دولة أخرى، واشار الى أن أراضيهم محتلة ويعيشون تحت الإحتلال المصري، مطالبا الحكومة بترجمة حديث رئيس الجمهورية حول تمسك السودان بحلايب بأفعال مثل إصدار توجيه للخارجية بفتح الملف ومناقشته مع السلطات المصرية بصورة مشهودة وأمام الرأي العام ومن ثم تصعيده للأمم المتحدة والمطالبة بإرغام مصر على الانصياع للاحتكام لمحكمة العدل الدولية
مواقف مشهودة
وطالب طاهر أور الحكومة السودانية مواقف مشهودة للجميع وأشار إلى أن منطقة المثلث الخاضعة للسيطرة المصرية تبدأ من وادى الرحبة وبئر الشلاتين شمال شرق حتى وادى الحوضين والجرف شمال غرب الولاية وعدد سكانها( 10.000 ) نسمة من قبيلتى البشاريين والعبابدة وقليل من الرشايدة وكلهم يحملون الجنسية السودانية في السابق والآن يحملون جنسيات مصرية ومستندات مصرية ترغمهم عليها الحكومة المصرية وممنوعون من حمل الوثائق الثبوتية السودانية، وأتهم أور المشايخ في المنطقة بالتواطؤ مع سلطات الاحتلال ومراعاة مصالحهم الضيقة علي حساب معاناة أهلهم، وقال “يوجد لدينا مكتب اسمه شؤون القبائل وهذا المكتب موزع فى كل من الشلاتين وابورماد وحلايب لان المكتب لديه سلطة لكى يخوف او “يهرش” المشايخ اذا لم يتعاونوا معه وسيعتقلهم وهم من الخوف طائعين ويعطيهم المكتب المعونات الامريكية والتي لا تتعدي في الغالب مواد تموينية تتمثل في ثلاث أو أربع من الكراتين او الشكائر عليها علم امريكا وهكذا من يسجل اسمه فى المكتب له سكر وشاي ودقيق وزيت شهريا ومرتبات شهرية كل هذا لكى يجعلونهم مصريين” ولكن كيف لهم ذلك وهم يلبسون جلابية وسديرى وعراقي وسروال أزياء البجا ومنذ عامين منعوهم من حمل السيوف والخناجر والعصي وتمت مصادرة سيارات الأهالي بالمثلث واستخدمتها السلطات المصرية في أغراضها بعد تبديل اللوحات وتم إنشاء مساكن لإيواء مصريين من قنا وسوهاج وفلاحين وصعايدة، ورهن طاهر أور حل أزمة حلايب بالضغط على مصر بمختلف الوسائل والآليات لإرغامها على اللجوء للتحكيم الدولى للفصل في النزاع المصري السوداني على المنطقة والذي دام طويلاً .
بلا هوية
في السياق قال المواطن عابدين الطاهر إن الحكومة أهملت قضية حلايب كثيراً وتماطلت في بحث وإيجاد الحلول الموضوعية والعادلة للقضية ، واضاف عابدين إننا في مثلث حلايب المحتل أصبحنا بلا هوية وتتنازع علينا دولتان على الرغم من أن الدولة التي ننتمي إليها ونصارع ونعارك في سبيل تأكيد تبعيتنا لها تنكرت لنا ولم تعر قضيتنا كبير إهتمام وعلى العكس تماماً فإن الحكومة المصرية بذلت وما زالت تبذل جهودا متصلة لتأكيد تبعية مثلث حلايب للسيادة المصرية والآن وبعد أن تناست الحكومة السودانية قضيتنا لعقدين من الزمان جاء حديث الرئيس ليعيد القضية إلى دائرة الضوء من جديد.

صحيفة السوداني