بريطانيا: المجتمع الدولي يسعى لضمان الظروف لإجراء «استفتاء حر»
أكد وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط أن مصر تنتظر رد شريكي الحكم في السودان والأطراف الدولية المعنية على اقتراحها بشأن الكونفدرالية بين شمال وجنوب السودان، إذا أسفرت نتيجة الاستفتاء عن انفصال الجنوب.
وقال مؤتمر صحفي بالقاهرة عقب محادثات مع وزير الخارجية البريطاني وليم هيج ان المسؤولين في جنوب السودان أعربوا عن استعدادهم لدراسة المقترح في التوقيت المناسب، وإن المسؤولين في الشمال قالوا إنهم سيدرسون الفكرة، حيث إن الأمر يحتاج الآن إلى التركيز على الاستفتاء والتزاماته.
ولفت إلى أن الأطراف الدولية تلقت الاقتراح المصري بعد إعلانه «الأربعاء» الماضي، موضحاً أن الفكرة الأساسية للكونفدرالية أنها وسيلة للاستقرار بين الطرفين، حتى لا تنفجر الأوضاع بينهما. وقال أبو الغيط إن هناك أخطاراً تحدق بالسودان إذا جرى الاستفتاء دون الإعداد المناسب له مع احتمالات الصدام بين الشمال والجنوب وبين التوجهات المختلفة في الجنوب.
وأشار أبو الغيط إلى أن المطروح في اتفاق نيفاشا فكرة الدولة الموحدة وفكرة الانفصال والتقسيم، قائلاً ?إننا نطرح فكرة ثالثة للمساعدة على تحقيق الاستقرار الأمثل للسودان وهي الكونفدرالية إذا ما حدث الانفصال?. وأوضح أبو الغيط أنه يجب المضي في تنفيذ الاستفتاء واستكمال كل عناصره. وقال ?إذا وجدنا أن عناصر الاستفتاء ليست مستكملة فلا ضرر في أن نفكر في بعض التأجيل إذا كان سيساعد في تحقيق الاستقرار بين الأطراف?.
وأوضح أن الفكرة الأساسية للكونفدرالية هي أننا نرى أن هناك أخطاراً تحدق بالسودان إذا تم إجراء الاستفتاء من دون الإعداد الجيد وهناك احتمالات لصدام وعنف بين الشمال والجنوب وبين الجنوب وتوجهاته المختلفة، ولهذا نقول إن عليهم التفكير في خيار ثالث، فهناك فكرة الدولة الموحدة مع إعادة صياغة هذه الدولة وهناك فكرة الانفصال والتقسيم وهما فكرتان موجودتان في اتفاق نيفاشا ونحن نطرح فكرة ثالثة لمساعدتهم على تحقيق الاستقرار الأمثل للسودان وهي أن يدرسوا فكرة الكونفدرالية من الآن، باعتبارها سوف تتحقق بعد الاستفتاء إذا حدث انفصال، بحيث يكونوا قد توصلوا إلى توافق فيما بينهم يمكنهم من التعامل مع أي من المشكلات التي ستكون موجودة ومستمرة في الضغط عليهم في فترة ما قبل الاستفتاء.
وأضاف ابو الغيط «إن مصر تقصد من هذا الطرح أنه عندما يجري الاستفتاء في ظل وجود مشكلات فقد تؤدي هذه المشكلات إلى إثارة الكثير من أعمال العنف والصدام بين طرفين كلاهما له صفته الاستقلالية والصفة الدولية، ولكن إذا اتفقوا مسبقاً حتى مع الانفصال فعلى الأقل نستطيع أن نخفف صدمة هذه المشكلات وليأخذوا الدرس من يوغوسلافيا التي كانت أكثر تقدماً وحدث بها اقتتال منذ 15 عاماً».
وخاطب أبو الغيط السودانيين قائلاً:»عليكم أن تحذروا في تناول مشكلاتكم وتبحثوا عن أفكار خلاقة تساعدكم على السيطرة على مستقبل بلدكم، وهذا هو منطلق الفكرة المصرية، ونأمل أن تلقى استجابة إذا قررت الأطراف أن تنظر فيها وهي فكرة مطروحة على الجميع».
من جانبه، قال وزير الخارجية البريطاني وليم هيج انه»تم الاتفاق على ضرورة ضمان الظروف لاجراء استفتاء حر « ، مؤكدا التزام بريطانيا بحل سياسي بالتعاون مع الاتحاد الافريقي والولايات والمتحدة والأطراف الدولية مثل مصر.
وأشار الى أن هناك اجتماعا سيعقد في 16 نوفمبر الجاري في مجلس الأمن لدعم استقرار السودان مهما كانت نتائج الاستفتاء، لافتا الى برنامج لتقديم الدعم الانساني وحفظ السلام.
الصحافة