بلاغات جنائية ضد الحركة الشعبية في عمليات التسجيل
شهدت مراكز تسجيل الاستفتاء لليوم الخامس على التوالي ضعفاً في الإقبال على تسجيل الناخبين في المراكز بصورة عامة؛ حيث سجل في مركز (الساحة الشعبية) بالديم حتى مساء أمس «السبت» (8) ناخبين فقط، فيما سجل في مركز «مهيرة بنت عبود» بالصحافة شرق (55) ناخباً خلال الخمسة أيام الماضية، وكافة عدد الناخبين بمركز الموردة أم درمان (8) ناخبين حتى مساء (السبت) وسجل بمركز (مدرسة عابدون) بالشجرة (55) ناخباً طوال أيام التسجيل الخمسة، في حين سجل بمركز (البركة) مربع (4) بالشقلة (30) ناخباً، بينما سجل مركز (17) تبوك بالحاج يوسف التكامل (17) ناخباً، وشهد مركز التعويضات (9) بدار السلام جنوب تسجيل (17) ناخباً ومركز الشهيد مالك بدار السلام شمال (16) ناخباً، في وقت شهد فيه مركز البركة مربع (3) تسجيل (22) ناخباً.
وعزا المراقبون ضعف التسجيل إلى عدم الاختيار الصحيح لمواضع المراكز، خاصةً أن هنالك مراكز تقع في أماكن بعيدة من التجمعات السكنية للمواطنين، بالإضافة إلى شعور المواطنين بحتمية الانفصال وبرنامج العودة الطوعية. وذكر المراقبون أن هنالك عراقيل من الحركة الشعبية أمام المواطنين تحول بينهم والتسجيل. ورصدت جولة لـ«الأهرام اليوم» ما يقارب الخمسين شكوى تقدم بها مواطنون جنوبيون للمفوضية تمثلت في عدم وجود «عرِّيفين» في المراكز ووجود مراقبين خارج أماكن التسجيل وأخذ بيانات المواطنين الخاصة بأماكن وجودهم، ودُونت بلاغات جنائية في عدد من أقسام الشرطة اتهمت فيها الحركة بتحريض المواطنين على عدم التسجيل.
وفي هذا السياق أكد رئيس بعثة مركز مهيرة بنت عبود بالصحافة شرق، كمال الدين الطاهر، أن الإقبال على التسجيل ضعيف جداً وأن الأيام الأولى شهدت تهديداً غير مباشر من قبل المراقبين مع العلم أن قانون الاستفتاء لا يعطي المراقب حق الحديث مع المواطن سلباً كان أو إيجاباً على عكس ما حدث في هذا المركز من ضغوط على الناخبين من قبل المراقبين حيث انسحب بعضهم دون تسجيل. وأكد مدير المركز لـ(الأهرام اليوم) أن سياسة المراقبين كانت واضحة بأن أي جنوبي موجود في الشمال إما أن يرحل أو لا يسجل.
ومن جهة أخرى أكد قيادي بلجنة الوحدة والسلام للصحيفة أن ضعف التسجيل يرجع إلى دعوة الحركة الشعبية للجنوبيين الموجودين في الشمال بضرورة التسجيل بالجنوب في شكل قبائل، بحجة أنه في حالة التسجيل بالشمال سيحدث تزوير في الأسماء، كما قيل لهم إن الانفصال قد لا يتم عن طريق الاستفتاء وإنما هنالك طرق أخرى فلا جدوى من التصويت.
وأبلغ مواطنون جنوبيون الصحيفة أنهم تقدموا ببلاغات بمراكز الصحافة والشجرة والساحة الشعبية. وقال مواطن ــ فضّل حجب اسمه ــ إنه تعرض لتهديد من قبل منسوبي الحركة الشعبية داخل مركز بالصحافة، مشيراً إلى أن شباباً جاءوا إلى المركز على متن سيارة «بوكس» ترخيص استثمار وطلبوا منه عدم حث المواطنين على التسجيل، وذكر أنه قام بتدوين بلاغ ضدهم بقسم الصحافة شرق.
فيما أكد سلطان ــ طلب عدم ذكر اسمه ــ بمركز سوبا الحلة تدوينه بلاغاً جنائياً في مواجهة منسوبي الحركة الشعبية لتقديمهم له رشوة لعرقلة التسجيل للاستفتاء.
وفي ذات السياق أكد، رئيس تجمع الطلبة المسلمين، نجم الدين باي ناصر، أنه تعرض للتهديد في عقر داره من قبل منسوبي الحركة الشعبية الذين طالبوه بمقاطعة التسجيل للاستفتاء بحجة أن هنالك تزويراً من قبل المؤتمر الوطني، وقال إن أسرته الموجودة في «دار السلام» تم ترحيلها بحجة أن منسوبي الحركة الشعبية قالوا لهم إن الخرطوم غير آمنة وستحدث فيها اشتباكات في وقت قريب. كما أشار نجم الدين إلى تهديد تعرضت له زوجته من قبل نساء جنوبيات مما حدا بها إلى الامتناع عن التسجيل خوفاً مما قد تتعرض له إذا ما سجلت اسمها.
أما في مركز الشجرة فقد دُونت بلاغات في مواجهة (28) مواطناً في مشاجرة. وأبلغ مسؤول ــ فضّل حجب اسمه ــ أن الاشتباكات يرجح أنها وقعت بين الانفصاليين والوحدويين في المنطقة.
الاهرام اليوم