سياسية

«الشعبية» تطالب البشير بـ «قرار جرئ» لحل نزاع أبيي

اتهمت الحركة الشعبية، المؤتمر الوطني بمحاولة زج دولة الجنوب الوليدة في اتون حرب جديدة بسبب ابيي، قائلة ان «قرار العودة الى الحرب بيده الآن». وطالبت الرئيس عمر البشير باتخاذ»قرار جرئ» لطي الملف، في وقت شهدت المنطقة المتنازع عليها بين الشمال والجنوب هدوئا مشوبا بالحذر بعد سلسلة معارك بين المسيرية والدينكا نقوك سقط جراءها العشرات بين قتلى وجرحى.
وأعلنت قبيلة المسيرية، اعتزامها تنظيم مسيرة سلمية بالمجلد اليوم وتسليم رئاسة الجمهورية مذكرة احتجاجية عن ممارسات الجيش الشعبي ودينكا نقوك بشأن الإعتداءات على القبيلة.
وحمل القيادي في الحركة الشعبية، مسؤول ملف ابيي، ادوارد لينو، المؤتمر الوطني مسؤولية المواجهات التي اندلعت في ابيي اخيرا، وراح ضحيتها 14 من قبيلة دينكا نقوك و43 جريحا.
واتهم لينو في حوار مع قناة الجزيرة امس، المؤتمر الوطني بتحريض قبيلة المسيرية على الحرب، من أجل الزج بالجنوب في مربع الحرب مرة اخرى، وقال «ان قرار الحرب حاليا في يد المؤتمر الوطني».
وحذر لينو، من ان الوضع الراهن في بلدة ابيي ينذر بالعودة للحرب وهو قابل للتطور اكثر مما حدث، لكنه استبعد خوض الحرب من قبل حكومة الجنوب نافيا دعم الحركة الشعبية للدينكا لتقرير مصير احادي، وقال ان الدينكا قرروا الشروع في تقرير مصيرهم لوحدهم دون الرجوع للحركة، دفاعا عن الارض.
في ذات السياق، حمل القيادي في الحركة الشعبية، لوكا بيونق، المؤتمر الوطني مسؤولية المعارك المستمرة قرب أبيي منذ يوم الجمعة، ووصف تناول المؤتمر الوطني للنزاع بالمخل لأنه سيس القضية وأطلق العنان لعناصر مدعومة لخلق بلبلة في المنطقة.
وتخوف لوكا الذي يتولى حقيبة رئاسة مجلس الوزراء في الحكومة الاتحادية، من ان تكون ابيي نقطة ضعف الحكومة في المرحلة القادمة، ودعا لمنح ضمانات للمسيرية للحصول على الكلأ في جنوب السودان، قائلا: «هذه حياتهم ولن يمنعوا عنها».
وطالب لوكا الرئيس عمر البشير باتخاذ قرار جريء لمعالجة الملف على غرار القرار الذي اتخذه بشأن انفصال جنوب السودان.
وقال مصدر في الامم المتحدة طلب عدم نشر اسمه لرويترز ان هناك تقارير تفيد بأن مقاتلي المسيرية يعيدون تنظيم أنفسهم على بعد 25 كلم شمالي بلدة أبيي مقر قوات حفظ السلام التابعة للامم المتحدة، وجماعات الاغاثة الدولية في المنطقة.
وقال رئيس المجلس التشريعي لابيي، تشارلز ابيي «هاجم عدد كبير من أفراد قبيلة المسيرية قرية ماكير يوم (الاحد) بدعم من ميليشيا حكومية.. في اليوم الاول مات شخص وفي اليوم الثاني تسعة وامس الاول «13».
من جانبه، قال زعيم المسيرية مختار بابو نمر ان 13 من رجاله قتلوا في اشتباك امس الاول، واتهم الدينكا ببدء القتال.
وأضاف أنهم هاجموا رجاله لانهم لا يريدون أن يذهب العرب الى الجنوب ليرووا قطعانهم، مضيفا أن الماشية كانت بحاجة الى الماء وأنهم سيذهبون واذا استمر الجنوبيون في منعهم من الذهاب الى الجنوب فسيستمر القتال.
وقال القيادي بقبيلة المسيرية محمد عمر الأنصاري ان الحركة الشعبية أقامت ثلاثة معسكرات شمال أبيي بجانب التصريحات الإستفزازية، الأمر الذي دفع قبيلة المسيرية لتنظيم مسيرة سلمية سترفع لرئاسة الجمهورية احتجاجاً على ممارسات الحركة الشعبية بالمنطقة.
واكد الانصار أن أبيي لا زالت شمالية وأن المسيرية ملتزمون بضبط النفس طيلة فترة الاستفتاء إلى أن يتم حل قضية أبيي قائلاً: «نحن ندافع عن أنفسنا وأرضنا وعرضنا ولن نعتدي على أحد».
وسارع وزير الداخلية إبراهيم محمود حامد، الى اتهام رئيس ادارية منطقة أبيي كوال دينق أروب بخرق إتفاق خارطة طريق أبيي الذي ينص على وجود قوات الشرطة مناصفة، وحمله مسؤولية أحداث العنف التي شهدتها المنطقة بسبب إصداره قرار الدفع بقوات إضافية من شرطة الجنوب الى أبيي.
واتهم وزير الداخلية، كوال بخرق إتفاق خارطة طريق أبيي الذي ينص على وجود قوات الشرطة مناصفة وقال لـ»الصحفيين» أمس إن الحاكم لايحق له إصدرا هذا القرار وهذا أدى لنشوب أحداث العنف التي وقعت بأبيي.
وقال كوفي عنان، الامين العام السابق للامم المتحدة، ان التحدي الاكبر الذي يواجه الجنوب بعد الاستفتاء هو بناء الدولة الجديدة وذلك لا يتأتى الا عبر التعاون مع الشمال.
ودعا عنان في مقابلة مع راديو مرايا المواطنين الى التحلي بالصبر والتصويت بسلام، مشيرا الى ضرورة توصل الشريكين الى حل لمشكلة ابيي خلال ثلاثة اشهر.
وقال امير المرحال الاوسط حمدي الدودو ان وجود قوات الحركة الشعبية داخل حدود منطقة «انقيتو» التي يسميها الدينكا باسم «ماكير» قد يعيد الاشتباكات مرة اخرى، واضاف «الاجواء اتسمت بهدوء نسبي الا ان التوتر لا زال يحيط بالمكان». وكشف الدودو لـ»الصحافة» عن التئام اجتماع للادارة الاهلية لدينكا نقوك والمسيرية بمنطقة دفرة 22 كلم شمالي ابيي للتباحث حول القضايا العالقة منها ديات معلقة بين الطرفين.
من جانبه، قال الناطق الرسمي باسم الحركة الشعبية بمنطقة ابيي، وور مجاك لـ»الصحافة» ان بلدة ماكير عاشت امس يوما هادئا ولم تشهد اية احتكاكات، واتهم جهات بمد مليشيات تتبع للقائد تومس تيل بالسلاح لاضرام الحريق بأبيي، لافتا الى ان متابعاتهم رصدت قوات مكونة من 500 مقاتل تتأهب لاحتلال البلدة.

الصحافة