سياسية

كرتي: سياسة الخرطوم تجاه القاهرة يحددها ما يتفق عليه المصريون .. فرنسا وإيطاليا تتفهمان رؤية السودان حيال الجنائية وبدأنا (خلخلة) الموقف الأمريكي


أكد علي أحمد كرتي وزير الخارجية، أن سياسات السودان تجاه مصر ستنبني على ما يتفق عليه المصريون، وأمن على وجود ثوابت في العلاقات المصرية لا تزول بتغيير النظام، وقال إن وزارته واعية بما يحدث في مصر مما جعل خطاب السودان متوازناً خلال ما حدث.
وكشف كرتي في لقاء تنويري بقيادات العمل الإعلامي ورؤساء تحرير الصحف أمس، أن الأوضاع الجديدة في مصر وتونس تحتاج إلى نظرة فاحصة وتواصل إيجابي حتى لا تكون مثاراً للقلق. وكشف كرتي عن إنتهاج وزارته في الفتره المقبلة تحركات على الأصعدة كافة بالإستفادة من الإمكانيات للعمل على إزالة الصورة السالبة التي خلفتها الحرب بالجنوب وأزمة دارفور، وقال إن الوقت لإعداد النفس ووضع السياسات التي تتفق مع المكتسبات الإيجابية، وأضاف أن الإتجاه يمضي لفتح أبواب جديدة في السياسة الخارجية تستند على الإمكانيات وتساعد في تقليل التهديد الخارجي وإستقلال القرار بإرادة داخلية والحيلولة دون التدخلات، والإتجاه للتكامل الإقليمي في السياسات العامة على المستويين العربي والأفريقي. وقال كرتي، إن هناك جملة محددات إقليمية ودولية تتطلب التوازن في المواقف والمحافظة على المبادئ لبلوغ الأهداف، ودعا لقيام حدود مرنة بين الشمال والجنوب، والإستفادة من المشتركات الكثيرة التي يمكن الإتفاق عليها حتى لا تكون مبعثاً للإلتهابات على الحدود، وقال إن الإستراتيجية الخارجية تنبني على تعزيز السلام ومنع اندلاع الصراعات المسلحة بين الشمال والجنوب ومحاولة تفادي الآثار السالبة المتوقعة لإنفصال الجنوب. وأبدى الوزير، تخوفه من أن تؤدي هشاشة التركيبة الإجتماعية في الجنوب إلى صراعات داخلية تجعل دولة الجنوب تبحث عن عدو مشترك يكون السودان المتهم الأول فيه، وحذر من قيامها في كنف قوى معادية للسودان، وقال إن وزارته ستتعامل مع الأوضاع بالجنوب بعد دراستها وتمحيصها حتى لا يضار السودان، ودعا لأهمية التعاون بين الدولتين، إلا أنه أشار إلى عدم وجود فرصة لإقامة أي منبر للتحرك الخارجي مع دولة الجنوب في الملفات المختلفة، وأكد عدم تعاطي السودان مع أي طرف لزعزعة أمن الجنوب. وقال كرتي إن الوزارة ستستصحب في سياساتها المكاسب التي تحققت بالإستفتاء في التعامل مع الجنائية وأزمة دارفور، وقال: بدأنا في (خلخلة) المواقف الأمريكية، وأكد أن الحوار مع الغرب قائم على طرح الأفكار والحقائق والإستعداد للتعاون لا المصادمة في حل المشكلات، وقال: نعمل على تقديم السودان بالصورة التي نريد وليس كما يريد الآخرون، وقال إن الإدارة الأمريكية بدأت في رفع اسم السودان من قائمة الدول الداعمة للإرهاب، إلا أنه أشار الى أن الأمر ليس بالسهل، وحذر من قيام مجموعات ضغط بتقديم حجج جديدة لإبقاء السودان على القائمة، وحذر أيضاً من رضوخ مفوضية الإتحاد الأفريقي للضغوط الخارجية في مواقفها تجاه السودان، وقال إن ما طالبت به المفوضية يحتاج الى إرادة قوية. وأضاف كرتي: لدينا أطراف تعمل على إضعاف حجة المحكمة الجنائية عبر المنطق القانوني، وقال: نسعى إلى حوار لطرح الرؤى على الأطراف الدولية في قضية الجنائية بعيداً عن المؤثرات السياسية، وأشار إلى موافقة فرنسا وإيطاليا على الحوار الفردي بعيداً عن تلك المؤثرات، وأشار إلى أن السودان سيتجاوز الجنوب إذا استعصى التواصل معه. وأكد كرتي إستمرار السياسات السابقة في التوجه شرقاً والإنفتاح على العالمين العربي والإسلامي والإستفادة منهما في دعم قضاياه، واعتبر التعبيرات الأخيرة عن عروبة الشمال تنفيساً لسياسة التحجيم التى فرضتها إتفاقية السلام، وقال: عانينا في الفترات الماضية من دول جارة قدمتنا بصورة سالبة للعالم، ونفى وجود فتور في العلاقات مع ليبيا وقطر، ونوه إلى أن العلاقات بين السودان وليبيا كانت ستنهار إذا جاءت ردة فعل معاكسة إبان أزمة قمة طرابلس، وقال إن الحكومة استطاعت التعبير حينها في بيان معتدل للمحافظة على العلاقة مع ليبيا وتفادي فتح أبواب جحيم جديدة، وأشار إلى عودة العلاقات لطبيعتها بعد زيارة القذافي للخرطوم.

صحيفة الرأي العام السودانية