ثقافة وفنون

حسين خوجلي:في رحيل زيدان «الكتابة غلبتني» ولكن سأكتب

التقيت مصادفة حسين خوجلي الذي يمتلك قلبا بحجم امدرمان المدينة التي تعلق بعشقها كما هم عمالقتها الراحلين عبدالهادي الصديق وعلي المك والاحياء اطال الله في اعمارهم منصور خالد وكمال الجزولي وميرغني سليمان وامير عبدالله خليل وغيرهم من نجباء ام در وبنيها مبدعين وفنانين وبناءين وكسبة وفلاحين وآل المهدي.. حسين قال وهو يستعد للعيد ويبحث عن تسيير قناته التلفازية حين اختار لها اسم المدينة التي سرقت منا حلاوة السودان ونثرتها علينا بماركة مسجلة باسمها (امدرمان).. كان يفكر في فلتة من المبدعين في مجال الفنون والشعر والمنوعات يريد ان يجتمع كل هذا الابداع في رجل واحد كما هو الحال في المدينة التي تحول ترابها المسقوف الى ناطحات سحاب ويشاكس الرجل كمال حسن بخيت الذي تجمعه به صداقة والفة مشاغبة والا انتهى ما بين الرجلين من ود .. ويتحدث عن الشاب محمد عبدالقادر وعن الجمهور الذي ربما يكون قد غادر صفحات (الوان) ملاحقا له في القناة ومصيبة من يعشقون الاعلام المرئي انهم ينزفون كل ما في خزائن جيوبهم لتكون القناة التي لا تشبع ابدا من الصرف واسألوا (الشروق) وقناة(قوون) وحتى القومية والخرطوم اللتين ارهقتا الدولة وجعلتا من العاملين بها فقراء ينتظرون رحمة الله وغيث الاعلانات وما ادراك عن هذه الحالة حتى بين الاعلام المقروء.
حسين الذي كان لا يبارح ناصية القلم اصبح متجولا بين داريه الصحيفة والقناة كأنه رجل زوجتين ومع ذلك هو المثقف الذي لا ينافسه احد حينما يتمهل جلوسا مع القلم ليكتب مقاله اليومي وهو يتحدث في برامجه التلفازية والاذاعية وهو يجمع ما بين السياسة والادب والذكريات ويتحفني بنكات امدرمانية والرجل سريع البديهة وخفيف الظل و(ثقيل الوزن) وعن زيدان الذي ستفتقده امدرمان في عيدها .. كيف يكون العيد من دون صوت زيدان الطروب.. يقول لي: سأكتب عن زيدان ولكن كيف ومتى .الآن الكتابة عنه غلبتني.
الراي العام
الخرطوم: عادل الشوية
111214321036452