جرائم وحوادث

وفاة مدرب حراس في ظروف غامضة

فيما أثارت وفاة إدريس علي إدريس مدرب الحراس نادي الدولة العربية شكوك أسرته فيما يتعلق الوضع الذي تم استقدامه به من الخارج لذلك رفعت شكوى إلي وزارة الخارجية السودانية.
وفي هذا السياق قالت ابنته إيمان : منذ أن أنجبت في هذه الدنيا لم أشاهد والدي بالشكل الذي رأيته عليه عقب عودته من الدولة العربية بعد مضي ثمانية أعوام حيث تفاجئنا بأنه يدخل علينا مضروباً في رأسه ويده التي كانت في تلك اللحظات مكسورة فما كان منا إلا الذهاب به علي جناح السرعة إلي الطبيب الذي بدأ معه جلسات علاجية استدعتنا إلي معرفة ما الذي حدث له في فترة غيابه عنا لأن التشخيص الطبي أثبت بما لا يدع مجالاً للشك أن الخلاف بينه والمواطن العربي له سبباً مباشراً في الإصابة بالجلطة التي شلت الجزء الشمالي من جسده.
وفاة والدي بالخرطوم
واسترسلت : إن وفاة والدي ناتجة عما تعرض له في الرأس واليد علماً بأنه إنسان معروف في الدولة العربية بحكم ارتباط الشعوب بكرة القدم وبالتالي لم تكن لديه إشكاليات تستدعي أن يحدث معه ذلك قبل وفاته مما جعل الصورة بالنسبة لنا يكتنفها الغموض.
ما اقسي الإحساس بالظلم
وبصوت مليء بالحزن قالت إيمان : وحده والدي الذي كان يستطيع كشف الملابسات التي سبقت تسليمه الروح لبرئها واحتواء هذه الحيرة الشديدة التي تركتنا عليها قصة رحيله نعم رحيله بكل الحنان والحب الذي كان يطوقنا به وأبقى لنا المخاوف كلها تسكن الدواخل ولا تبرهها قيد أنملة لأننا لا ندري ما هو السبب الذي قاد الشرطة بالدولة العربية إلي أن تلقي القبض عليه ثم تسفيره منها بتلك الحالة السيئة التي تطرقت إليها في هذه القضية فثمة تعارض في الروايات التي تصلنا من هناك ما ادخل فينا الشك قسرياً بين ما نشاهده أمام أعيننا والقصص الهادفة إلى أن تكون حالة أبي كما يشاءون ولكن حينما تأتي لحظة الاكتشاف تتفجر الحقائق في وجهه كل الأكاذيب التي تفحدها التقارير الطبية منذ أن وطأت قدماه ارض الخرطوم وإلى أن فارق الحياة متأثراً بما تعرض له من ضرب حدا بنا أن نحزن كثيراً لأن ذلك المشهد المؤلم يؤجج في النفس الإحساس بالظلم وما أقس أن يظلم الإنسان من أخيه فكان أبي يعارض ويعي جداً مما يعاني إلا أنه لم يكن قادراً على ترجمة ذلك بصورة واضحة إلا أن منظره لا يمكن إلا أن يهزك حتى الأعماق دون أن تستطيع التعرف على حقيقة ما جرى له تلك الدولة هكذا بدأت معاناة والدي دون أن يستطيع الإشارة إلى ما يمكن أن يقرب لنا الصورة في شكلها الصحيح.
العودة من الخارج
وتضيف بلا تردد : من العدل أن نعرف لماذا ارتكب في حق والدي هذا الاضطهاد غير المبرر فلا نطلب سوى أن نقف أمام الحق بحل الأسئلة الدائرة في المخيلة وأن يفهم المجتمع ما نرمي إليه من وراء هذا الطرح الذي نجابه به الظلم الذي نحن في دواخلنا الجرح المنفلت من قيود تبحر بنا ناحية الهاوية فلم يعد لنا من نعتمد عليه في حياتنا.
ومن هنا كان لزاماً علينا الاتصال بالدولة العربية فردت علينا أحدي الموظفات قائلة: إن والدكم في الأساس عمل إشكالية استدعت الشرطة إلقاء القبض عليه وترحيله إلى السودان بينما تجد أن طائرتنا قد حطت رحالها في مطار الخرطوم في إجازة في العام 1990م إلا أنه لم يتسير لنا أن نعود مرة أخرى وبالمقابل أصبح والدي وحيداً في المهجر الذي خلف هذا الواقع المثير للدهشة التي تظل محور ثابت في هذه القضية التي تعرض لها والدي مدرب حراس المرمي بنادي الدولة العربية ولكي يصل إلى هذه المرحلة قام بتأهيل نفسه في المجال الذي أختاره قبل سنوات وسنوات يشهد عليها إتحاد كرة القدم السوداني الذي منحه في العام 2004م شهادة تؤكد ذلك بتوقيع من الأستاذ مجدي شمس الدين سكرتير الإتحاد إذ جاء فيها : ( يشهد الإتحاد بأن المدرب إدريس على إدريس مارس كرة القدم كلاعب في الأندية الصغرى التابعة لإتحاد كرة القدم الخرطوم وبورتسودان وتدرج حتى لعب لفريق التحرير الرياضي (إستاك) خلال الفترة من العام 1956م إلى العام 1959م ولعب بأندية المملكة العربية المتحدة خلال الفترة من العام 956م إلى العام 1962م ثم حصل على شهادة التدريب منذ ذلك التاريخ …والخ).
الكورسات والأندية العربية والسودانية
وتسترسل : والدي حاصل على شهادات عليا في مجال تدريب كرة القدم وتولي تدريب الأندية السودانية في الدرجات المختلفة كما احترف التدريب خارج السودان حيث عمل مدرباً لحراس المرمي بالكويت في نادي النصر ولبنان في نادي الصفاة الرياضي وفي الأندية السودانية كالأهلي والنيل ومن أجل اصقل تجربته تلقي تدريباً عالياً في انجلترا جعل كفاءته عالية جداً ما خلق له احترام في دولة الكويت والسودان الذي حقق فيه نتائج طيبة مع الأندية التي تولي تدريبها كالأهلي الخرطوم ووادي النيل وأشبال الدويم ونادي الصحافة وكوبر وبما أنه بهذه القيمة فأننا لا تشد سوى الوصول إلى الحقيقة التي جعلت حياتنا أشبه بالقصص والروايات ذات السيناريوهات التي لا تخلو من الغموض ما أدى بنا النظر إليها على هذا النحو الذي يحمل في معيته شواهد راسخة في الذهن وهذه الشواهد مدتنا بشعاع من العطاء للوقوف على كل ما تقع العين عليه . فهذه الأفكار تتراءى بشكل متقن.
البحث عن الحقيقة
وتواصل استئناف الحكاية قائلة : آخر اتصالنا به قبل سنوات من عودته حيث انقطعت أخباره عنا نهائياً إلى أن عاد إلينا بتلك الهيئة من خلال تاكسي المطار الذي أنزله أمام باب منزلنا ثم تحرك مسرعاً نحو وجهته وقد امضي والدي المدرب إدريس سبعة أعوام في الكويت الأمر الذي جعلنا نضع شكوانا على منضدة وزارة الخارجية السودانية التي طلب منا فيها كتابة ذلك على الورق وكان أن فعلنا ذلك إلا أننا في الوقت الحاضر ننتظر رداً منهم حتى نتخلى عن هذا الحزن الذي تسببت فيه هذه التداعيات فمن الخطأ أن لا نعرف من الذي أوصله إلى هذه المرحلة المتأخرة جداً في حالته الصحية التي لعبت عاملاً أساسيا في الوفاة قبل أيام من تاريخ روايتنا لهذه الوقائع الممزوجة بسيرته ومسيرته في الملاعب الخضر فاض فيها دورات تدريبية في برنامج الفيفا للتدريب الرياضي بمركز بيشام أبي الوطني الرياضي من 28 مايو إلى 4 يونيو 1977م ضف إلى ذلك فإن نادي النصر الرياضي الذي منحه شهادة تصب رأسا في هذا الإطار جاء فيها ما يلي :
(تشهد إدارة نادي الدولة العربية بأن السيد إدريس علي إدريس سوداني الجنسية قد عمل بالنادي مدرباً لكرة القدم قطاع الناشئين والأشبال في العام 1966م وحتى 25/5/1990م وكان من المدربين المتميزين والمخلصين في علمهم وقد حققت الفرق خلال تلك الفترة مراكز متقدمة في البطولات التي نظمها الاتحاد الدولة العربية.
وزارة الدفاع الدولة العربية
وتستطرد: ولم يتوقف عطاء والدي بنادي الدولة العربية الذي عمل به على فترتين الفترة الأولي هي تلك التي أشرت إليها بموجب شهادة النادي نفسه والفترة الثانية هي التي عاد منها مؤخرا بالإصابات الظاهرة على الرأس واليد فهو بالإضافة إلى ما ذهبت إليه عمل مدربا في رئاسة الأركان العامة للجيش الذي منحته في خصوصه وزارة الدفاع الكويتية شهادة مفادها: (تشهد الوزارة رئاسة هيئة الأركان العامة بأن الوكيل ضابط مدرب في هيئة العمليات والخطط مديرية الاتحاد الرياضي العسكري وقد التحق بالخدمة العسكرية بتاريخ 16/6/1979م وانتهت خدمته لقبول استقالته بتاريخ 2/8/1990م ولم يتوقف عند هذا الحد إنما عمل في سفارة دولة بالعاصمة السودانية الخرطوم خلال الفترة من أكتوبر 1990م إلى سبتمبر 1991م في وظيفة حرس خاص.
الاعتداء على إدريس
وتقول: آخر عهدنا به كان في نادي عربي الرياضي كبير الذي آتي منه موضحاً بعض الأشياء الخاصة بالحالة الصحية الناتجة عن الاعتداء عليه بدون تركيز للدرجة التي لم يستطع فيها التعرف على منزله وأبنائه ومع انشغالنا بعرضه إلى الأطباء لم نجد وقتا إلى أماطت اللثام عما أصابه في الوقت الذي سبق إحضاره لنا وكان دائما ما يقول لنا انه يرغب في الذهاب الى وزارة الخارجية لوضعها في العودة وكان مصرا إصرارا شديدا على الإقدام على هذه الخطوة إلى أن توفي متأثرا بما تعرض له في الرأس واليد والبحث عن الكيفية التي يرد بها حقوقه من نادي النصر الكويتي الرياضي فهو الى أن آتي كان موظفا في وظيفة مدرب حراس المرمي بالنادي المشار إليه ثمانية سنوات متصلة دون انقطاع أما عن الفترة الزمنية الماضية فقد صرف حقوقه مقابلها كاملة دون نقصان ولكنه كان مهموما بالسنوات الأخيرة رغما عن حالته الصحية السيئة جدا.
ما هي قصة الشقة
وتشير إلى أن والدها بدا احتراف كرة القدم بالمملكة العربية السعودية إلى أن تم التعاقد معه بواسطة مدررب نادي النصر الكويتي الرياضي الذي تأهل من خلاله في التدريب الذي تنقل فيه في دول اوروبية كثيرة ثم عاد الى السودان ودرب الاندية السودانية التي عددتها في تناول لسيرة ومسيرة والدي الذي تلقينا في خصوصه اتصالا هاتفيا من السفارة السودانية بدولة الكويت اذ قالت لنا الموظفة منال: ان ادريس كان مقيما بدون اقامة ما قاد الى أن تحدث له اشكالية مع مواطن كويتي فالقت عليه الشرطة الكويتية القبض ومن ثم سلمتنا اليه ونحن بدورنا ارسالناه لكم في الخرطوم علما بأن الاقامة التي اشارت اليها الموظفة لم تنتهي الى بعد وصوله السودان بفترة ليست بالقصيرة ابتداءا من تاريخ ترحيله في العام 2010 الى ان توفي في الايام القليلة الماضية وهو طوال هذه الفترة كان يعاني من الاصابة في رأسه ويده ولم يفلح الاطباء في ايجاد العلاج الناجع. واثناء ذلك كان يقول لأخي محمد الألم في يدي قاسي جدا كما انه كان مقيما في شقة لديه بها بعضا من الاغراض التي طالبنا بالاتيان بها من دولة الكويت ولم نكن نحن نعرف كيف نحقق له ما يصبو اليه.

الخرطوم : سراج النعيم

‫9 تعليقات

  1. الله يرحمه وان شاء الله حقه يرجع ليكم يا بتي
    لكن والله انا ما فهمت حاجة من القصة دي

  2. [SIZE=3]يلا يا محامين الحاكمتوا الشاب السوداني لانه شتم صاحب العمل وكان يطالب بحقه … ورونا ح تعملوا شنو مع البت المظلومة دي ,,, وعشان تعرفوا انو السوداني م عندو اي قيمة عند العرب[/SIZE]

  3. الاضطهاد والظلم عادي للأجانب في بعض الدول العربية – خاصة الكويت
    أسأل الله أن يعامل إدريس بعفوه و رحمته

  4. اطلعت بكل اسف على معاناتكم والله هو الحكم العدل وعليكم بالدعاء في الثلث الأخير من الليل وفي كل الأحوال والله (عزيز ذو انتقام) . بس تجدني اتساءل ما هو دور الجالية السودانية ورئيسها في ذاك البلد ؛ السفارة , جهاز السودانيين العاملين بالخارج . ولكم الحق في مقاضاة أي جهة داخل ذلك البلد تثبت ادانتها. والله لا يضيع عنه شئ وما أكثر الظلم هذه الأيام .

  5. سراج النعيم سؤال بسيط انت قريت وين
    ما اتعلمت صياغة المواضيع .. دا شنو الخلط والكلام الغير متقن كان الموضوع كاتبه طالب اساس في اول الموضوع حاول ان يتحفظ على اسم الدولة والنادي وفي اخر الموضوع كان كل شيء صراحة اذن ما الداعي لذلك في الاول ..
    ثانيا سرد الاحداث بهذه الطريقة ان كان من ابنة المتوفي او منك او انه العريضة التي قدمت لاتقدم فائدة للشاكية حيث ان الكلام مبهم ومتردد صاحبه ,,
    من المعروف في هذه الحالات لايجدر للمواطن ان يواجه ذلك بنفسه بل طلب افادة من سفارة البلد المعني طالما انه اتى من دولة لنا علاقات دبلوماسية معها وكذلك الايوجد لنما سفارة في الكويت الا يوجد سوداني يتولى امره .. ويتقدم للسفارة بتوضيح ما حصل له .. ومن ثم كيف يتم ترحيله من غير ان يكون هناك علم لاي كائن كان ..
    ارجوك سراج ان كنت تود ان تقدم خدمة لهذه الاسرة بطرحك للموضوع تقدم بخطاب دعوى لسفارة الكويت في السودان عن طريق جهة قانونية ويتمثل ذلك في دعوى قضائية ضد دولة الكويت .. وارسال رسالة مع التقارير وتواريخ الوصول والاقامة وما الى ذلك الى وزارة الخارجية ونسخة لسفارة السودان في الكويت ..
    والله كل يوم الواحد يكتشف انه صحافتنا دي بائسة موضوعيا وتحريرا ولغويا

  6. الله يرحمه ويرحمنا من سراج النعيم وموقع النيين المافاهمين مهم اي حاجة…………………………….

  7. من الواضح بأن الحادثة حصلت للرجل في دولة الكويت أحيانا ترمزو للدولة وأحيانا تذكروها لا داعي لهذا طالماالأمر جريمة لماذا إخفاء الدولة وإخفاء كل شيء تحسباًلمين وخوفامن مين ؟؟؟..ومن الواضح المرحوم كان كبير السن قد يصل الثمانين أو فوق السبعين وهناأقول لأبنائه أنتم مسئولون أمام الله أين البر وأين الإحسان للوالدين هل يعقل رجل في مثل هذا العمر يترك مهمل بهذه الطريقة أنتم مسئولون أمام الله والمجتمع لترككم رجل بهذه السن في الغربة وكمان وحيد عشان يجلب لكم المال وأنتم تفرحون وتمرحون كان من الأوجب أن تنفقوا عليه أنتم في هذا العمر كما أنفق عليكم وأنتم صغار (ولا تقل لهم أف ولا تنهرهماوقل لهم قولاً كريما).. الله المستعان.

  8. الى السيد كاتب المقال للاسف للاسف نحن سفاراتنا في دول المهجر لن تحمينا من الاعتداءات التي تحصل لنا في تلك الدول مع العلم بان هناك دول تحمي مواطنيها في السودان اذا حصل لهم اي اعتداء وللاسف اذ يوجد سودانييون في دول المهجر زج بهم في السجون ولم تتدخل السفارات في مساعدتهم او حتى توكيل محامي لهم او حل قضاياهم. للاسف هذه الحكومة باعت السودان للمستثمرين الاجانب وباعتنا لهم ايضا .