سياسية

مجلس حقوق الإنسان وإنتهاك حقوق السودان !

[JUSTIFY]بدا الأمر غريباً للغاية أن يتم إبقاء السودان تحت ولاية الخبير المستقل بعد كل ما بذله من جهد وما قام به من عمل شهد به الخبير المستقل نفسه بغية تحسين ملفه الحقوقي.

وغرابة القرار الذي اتخذه مجلس حقوق الإنسان تكمن فى أن السودان كان على وشك أن يخرج من دائرة المراقبة تماماً لأنه سبق وأن خرج من دائرة المراقبة جزئياً، حين تقرر وضعه فى البند الخاص بتقديم الدعم الفني، إذ أن من الطبيعي أن بند الدعم الفني يعقبه خروجه من المراقبة باعتبار انه أصبح معافى من أي عوالق أو شوائب تضطره ليكون تحت المراقبة اللصيقة.

والأكثر غرابة أن تقرير الخبير المستقبل (مسعود بدرين) الأخير فى مجلس حقوق الإنسان فى جنيف فى أواخر سبتمبر الماضي جاء حافلاً بالعديد من المواقف الايجابية، فقد أقرَّ بدرين أن السلطات السودانية عملت على تمكينه من زيارة كافة أرجاء البلاد التى طلب زيارتها، و أقر كذلك بانخفاض وتيرة العنف واختفاء الانتهاكات، بل بدا للخبير المستقل أن أطرافاً أخرى (الحركات المسلحة) هي التى تعمل على إشانة سمعة السودان، ولم يرد فى التقرير وقوفه على انتهاكات حقوقية تجعله ما يزال فى بند الدعم الفني.

ولكن تلك هي حسابات القوى العظمى فى العالم، ففي حين أن الولايات المتحدة التى كانت على وشك ضرب سوريا- والتي اجتاحت العراق قبل سنوات وقتلت المئات من الآلاف، وفى حين إن إسرائيل تفعل ما يروق لها لدرجة تهديدها لدولاً كبرى فى المنطقة مثل إيران بالضرب لمجرد أن الأخيرة تسعى لتقوية عضلاتها؛ فى حين كل ذلك فإن واشنطن تظل حريصة كل الحرص على أن يظل السودان وباستمرار فى هذا الوضع الدولي المزري.

وهو أمر ليس بغريب فالسودان الذي دعم واشنطن فى سنوات حرجة وساعدها على ما تسميه مكافحة الإرهاب كان حظه من كل ذلك أن ظل على قائمة واشنطن المعروفة. والسودان الذي قضى على النزاع الأهلي الطويل ممثلاً فى حربه الطويلة مع الجنوب بإقامته لاستفتاء نظيف وسلسل أفضى الى قيام دولة جنوبية كاملة السيادة كان حظه من كل ذلك تأليب واشنطن لجوبا ضده!

إن قضية حقوق الإنسان -نعرف جميعنا- إنها ليست سوى ورقة ضغط دولية تستخدمها بمهارة وبغير مهارة الدول الكبرى لإذلال بقية دول العالم ومن الصعب أن نتخيل خروج السودان من هذه الوهاد الدولية الصعبة على المدى القريب فطالما أن الولايات المتحدة تلاحق السودان وتعرقل تحركه الدولي واندماجه فى المجتمع الدولي، فإن من الطبيعي أن تعمل على إثقال كاهله بالملف الحقوقي بهذه الطريقة السافرة!

سودان سفاري[/JUSTIFY]