سياسية

الشيخ كمال رزق يرد على بيان وزارة الثقافة والإعلام

[JUSTIFY]دعوني أبدأ بحديث نائب أمين الفكر والثقافة بالمركز العام للمؤتمرالوطني أبي عز الدين الذي قال فيه «إنه لم يستبعد أن تكون هناك بعض المجموعات الإسلامية المناوئة للوطني كالمؤتمر الشعبي والسائحون أو الإصلاح والنهضة تسعى للنيل من الوطني عبر هذا الحفل». إن المؤتمر الوطني حزب سياسي وليس إلهاً يعبد تجري عليه أحكام القداسة، فهو يخطئ ويصيب وكذلك الأحزاب التي ذكرتها، أما حديثك عن هذه المجموعات الحزبية التي ذكرتها ولمحت فيها بأنهم يدفعوننا ليحققوا بنا مآربهم التي تسعى للنيل من الوطني، فأرجو أن تبحث لك عن شيء تنال به حظوة عبيد الأرض غير هذه الفرية، وبحمد الله فإن نفسي تعز عليّ الشراء وصدقني فإن حديثي في المنبر لم يكن في يوم من الأيام لمرضاة تلك الأحزاب التي ذكرت فإني وبحمد الله منذ عام 1994م أناصح بالصوت المسموع الحكومة والمعارضة على السواء مناصحة لا هوادة فيها، وبحمد الله كذلك لم أتقاض أجراً منذ ذلك التاريخ، لأن القضية التي أعيش من أجلها أجل وأكبر بكثير من عرض المال الزائل وإرضاء السلطان الزائل.

أما حديث الأمين العام لرعاية المبدعين بهذه الوزارة بأنه «يسأل الله العفو والعافية من خطباء المساجد لأنهم تحدثوا في أمر لم يعرفوه ولم يروه من قبل» كيف يريدنا الأمين العام أن نعرف أكثر من خبر نشرته جريدة «حكايات» ومشفوع بالصور الراقصة الماجنة والعناوين المثيرة والصحيفة قد صدرت منذ يوم الثلاثاء ومر عليها يوم الأربعاء والخميس والجمعة ووزارة الثقافة لم تحرك ساكناً ولم ترفض سطراً واحداً مما جاء في الخبر ولم تستيقظ وزارة الثقافة إلا بعد خطبة الجمعة في المسجد الكبير «ليت صحيفة حكايات تعيد تلك الصفحة مرة أخرى» وأنا في الواقع أسأل الله العفو والعافية من الأمين العام ووزارة الثقافة التي هي آخر من يعلم. أما أن يكون هو خريج شريعة ودعوة ولا يسمح بالفساد، فأقول له بأن هناك شيئاً اسمه الغفلة تجعل الفساد يمر تحت أقدام أتقى الأتقياء وقليل من ينجو منها، وأنت لست معصوماً.

نائب أمين الفكر والثقافة بالمؤتمر الوطني يقول «إن البرنامج كان عملاً إبداعياً كشف عن الكثير من المواهب»، وقال «إن الحفل لم يشهد أي نوع من الرقص سواء شعبي أو عربي» إذن أين نضع هذا الحديث مع حديث الجيلاني الواثق أمين دائرة الفنون والآداب بالمؤتمر الوطني الذي يقول «إن هذا الحفل يتنافى مع عادات وتقاليد السودان وإن موقفه من الاحتفائية كان واضحاً وإنه أعلن رفضه قيام الحفل»!! وأين نضع حديث الصحافي علي البصير صاحب البصيرة وحديثه عن «حفل ماجن ترعاه الدولة» ليت جريدة «الإنتباهة» تنشر ذلك المقال لتقطع جهيزة قول كل خطيب «ليتهم يفعلون»، واذكر فيما قاله «وكانت البنت ترقص كأنها أمريكية» معنى ذلك أن حديث نائب أمين الفكر والثقافة يحتاج إلى مزيد من الفكر والتفكر والشفافية، وأتمنى ألا يستميت في الدفاع عن وزارته المخطئة.

أما مطالبة أمين الفكر بأن يتخذ ضدنا إجراءات قانونية ومقاضاتنا بسبب القذف والسب والعمل على نشر الفتنة في المجتمع!! وإيقافنا عند حدنا خوفاً من أن نكفرهم ونكفر المجتمع وننفر الشباب من الإسلام. وأن حرية التعبير ليست مطلقة!! ألخ» وليت أمين الفكر يفعل ما يقول، وليته يقدم معنا كوكبة من المفسدين الملطخة أياديهم بالفساد ومازالوا زماناً طويلاً يفسدون في الأرض وبيناتهم متوافرة ولكنهم في غرفاتهم آمنون لا يجرؤ أحد أن يحدثهم عن المحاكم دعك من أن يقدمهم لها. أما القذف والسب فدونك الخطبة وقد سجلتها قناة طيبة الفضائية فاطلبوا منها أن تبثها، كما أرجو صادقاً أن تبثوا حفلكم الميمون حتى نتبين إن كان الرقص الذي فيه رقص الفروسية والشهامة والرجولة أم هو الخيبة والخزي والفجور والميوعة التي جعلت أخانا علي البصير لا يستطيع أن يفرق بين البنت والولد لهول ما رآه!! أما منهجنا في الدعوة فبحمد الله لم نر من اشتكى منه غيركم، بل وبحمد الله نجد آلافاً مؤلفة من البشر يستحسنونه وينتفعون به ولم يتفق البشر على رجل مشى على قدمين إلى يومنا هذا!! ونحن وبحمد الله زاهدون في الجسر الذي تحدثت عنه ليتم التواصل بيننا وبين الشباب، فنحن أدرى بشعاب مكة وهضابها منكم.
أما ما أوردته صحيفة «السوداني» بأن فرقة من العباسية أم درمان قدمت «رقصاً استعراضياً» أدهش الأمريكان!! وقالوا لهم أنتم بارعون أكثر منا!! لستم في حاجة لتدريب!! يجب أن تأتوا لأمريكا وتقدموا عروضاً هناك!!».

بالله عليكم إن كان في السودان كل هذا الكم الهائل من علماء الفضاء والفيزياء.. والكيمياء!! عفواً من الراقصين ثم إذا كانت فرقتنا قد أدهشت الأمريكان وجعلتهم يعترفون ببراعة شبابنا في الرقص، فما الداعي لكل هذه الهيلمانة. هنيئاً لك يا علي عبد الفتاح وإخوانه بهذه الكتائب من الشباب الراقصين الذين تتقرب بهم وزارة الثقافة إلى الله فهم «100» أو يزيدون في مجالات موسيقى الجاز والراب والهيب هوب «البريك دانص» ما شاء الله يا وزارة الثقافة بهذه الهدية العظمى في العام الهجري الجديد، كما نشد على يد صديق الكدرو مهنئين بهذا النجاح الباهر الذي يعده «انطلاقته نحو العالمية!!»، وليتها كانت في ما توصل إليه الأمريكان من علوم ومعارف وليس في هز الوسط والأرداف. أما السفير الأمريكي الذي يقول «نحن سعداء جداً بإحضار هؤلاء المدربين في مجالات ثقافية متعددة» «نحن دائماً في السفارة نبحث عن طرق للترابط والتواصل بين الشعبين السوداني والأمريكي في السنوات الأخيرة».

أين ذلك التواصل والترابط والحنية والحميمية التي ظهرت فجأة نحو شعب السودان الصابر وأنتم الذين حرمتموه من كل حق تمتعتم به أنتم وأذنابكم وسادتكم في إسرائيل. حرمتمونا كل الإسبيرات الهامة وأوقفتم عجلة الصناعة أو كدتم بسبب تلك العقوبات الجائرة؟

هل سمع أوباما بهذه الحميمية التي برزت فجأة بين أمريكا وشباب السودان!! لتعلمهم الراب والهيب هوب والبريك دانص!! اللهم أجرنا في مصيبتنا.

أما سؤال السائل عن اعتراضنا هل هو للرقص أم الأمريكان أم على قيام الأمريكان بتعليمه للشباب؟ فأقول للأخ الكريم ضياء الدين: اعتراضنا على كل ذلك لأني أعلم يقيناً بأن أقصر الطرق لصرف الشباب عن مكارم الأخلاق وعجلة الإنتاج والإبداع في مجال التقنية والإمساك بقيادة هذا الكون بالعمل وتسخيره لخدمة الإنسان هو الرقص. أما أن يقوم هؤلاء الأمريكان بتعليم شبابنا الرقص فهذه ثالثة الأثافي «حشف وسوء كيل».

أما أن يظن ظان بأني أتحدث عن فساد وأستثني فساداً، فمنبري في المسجد الكبير يشهد عليَّ بذلك إن كان هذا الذي قلتم حقيقة أم ادعاء كاذباً. ولو استطعت أن أصدر ذلك القانون الذي أشار إليه السيد ضياء الدين بلال بمنع الرقص كله لفعلت حتى ينهض شباب هذه الأمة وينفض عنه الغبار ليلحق بالأمم التي صار بيننا وبينهم أمد بعيد.

أما في ختام حديثي فإني والله متعجب من صمت المصلحين الذين آثروا السلامة ونجوا بجلدهم!! أليس هذا ميدانكم؟! أليست هذه قضيتكم التي أمضيتم أعماركم فيها؟! أليست هي الأخلاق التي كنتم تعلمونها لنا بالليل والنهار في الرحلات القمرية وفي قيام الليل وفي حلقات الأسر؟! أليست هذه القيم التي حرصتم على تعليمها لنا آناء الليل وأطراف النهار؟! أليست هذه هي القضية الكبرى «قضية الأخلاق» التي دفعتم من أجلها آلاف الشباب إلى سوح العمليات في الجنوب وغيره لتبقى في الأرض ناصعة زاهية؟! أليس هذا هو المنكر الذي حفلت به آيات القرآن الكريم؟! أليس الفساد هو الفساد؟! ما هذا الصمت من أعلاكم إلى أدناكم؟! ما هذا الصمت المريب؟ هل أصبح للألفاظ مدلول غير معانيها الحقيقية؟ هل أصبح للفساد تعريف آخر غير الفساد؟؟ هل آثرتم دنياكم على أخراكم؟ هل رأيتم ما أنفقتم فيه أعماركم من الدعوة إلى الله كان ضياعاً لأوقاتكم؟؟ هل وجدتم لله بديلاً؟! ما هذا الصمت المريب؟؟ أين أنتم أيها العلماء مما تسمعون وتشاهدون؟؟ أين الذكر والذاكرين وهيئة علماء السودان وأين مجمع الفقه؟؟ بعضكم يوثر السلامة وبعضكم يخشى من الفتنة وقد سقط فيها. وبعضكم يعمل ليترك ورثته أغنياء ثم يموت كما يموت العير. وبعضكم قتله اليأس وبعضكم لا يريد أن يغضب إخوانه وبعضكم يخشى من ضياع المنصب، ما هذا الصمت المريب؟؟ الفساد وصل العظم!! وأنتم صامتون تهربون بجلودكم وتظنون أنكم تفرون من الله، بل بعضكم أصبح يدافع عن الفساد بكل أنواعه وبشراسة شديدة «قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالأَخْسَرِينَ أَعْمَالا الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا»

كل ذلك والله لا ينجيكم، فالمنكر لن يتغير إلا باليد أو باللسان أو بالقلب وذلك أضعف الإيمان لا تظنوا أني استنصر واستنجد بكم أو استدعيكم كلا والله، فأنا والحمد لله قادر على رد كيد الكائدين ولكني حزين متحسر متعجب على رجال ما كنت أظنهم يستكينون ويستسلمون بهذه السرعة حتى إن الفساد الصراح لا يحرك فيهم ساكناً ولا ينطقون بكلمة تشفع لهم عند الله يوم الحيرة والتغابن والنشور وكثير منهم تواروا خلف صياصيهم التي أنفقوا الأعمار في بنائها وآخرون تواروا خلف وظائفهم. وآخرون تواروا خلف تربية أبنائهم، وآخرون تواروا خلف الخوف من الفتنة.

وأخيراً، إن كان للرقص كل هذه العظمة وكل هذه المكارم لماذا لم تعلموه لنا ونحن صغاراً يافعين حتى نكفيكم شر استيراد أساتذة الرقص من الخارج وتوفير أموال الدولة، لماذا حرمتمونا من تلكم المكرمات والحسنات وحرمتم منها إخواناً مضوا إلى ربهم وصحائفهم خالية من هذه الحسنات والامتيازات؟! لماذا حرمتم محمد صالح عمر ومبارك قسم الله وعبد السلام سليمان سعد ومجذوب الخليفة وإبراهيم عبيد الله ومحمد عثمان محجوب وفتحي خليل والشيخ أحمد علي الإمام وكثير.. كثير.. لماذا حرمتموهم من هذه الأجور التي كانت كافية لدخولهم الجنة والفوز برضوان الله؟! لماذا لم تضعوا تعليم الرقص في برامج الأسر آنذاك، أليست هذه خيانة لله ورسوله ما دام للرقص كل هذا الفضل والدرجات العلا؟! وأعود لأقول:

وإذا أصيب القوم في أخلاقهم… فأقم عليهم مأتماً وعويلا
ولله الأمر من قبل ومن بعد «ومن يهن الله فما له من مكرم».

صحيفة الإنتباهة
ع.ش[/JUSTIFY]

تعليق واحد

  1. [B]بسم الله الرحمن الرحيم

    الرد على الشيخ كمال رزق
    _______________________

    [SIZE=3]قال الله تعالى في كتابه الكريم: “يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين” .
    هذا الإحساس المتواضع بالندم يختص به الله المؤمنين، وليس كل مؤمن يمتلك القوة النفسية لأن يندم ويعتذر ويتواضع لله.
    ونشكر لحزب التحرير الذي تفهم الأمر بعد أن استوضح، فكان خلافه ليس على المضمون ولا على شائعات الرقص التي يتناقلها البعض، وإنما كان على طريقة التعامل مع دولة الحرب أو دولة الكفر كما أسماها في كل الشؤون، وفي هذا أوضحنا لهم أن كلمتنا لم تكن تطبيعا بل كانت تقريعا !
    وفوق ذلك نستشهد بالآية الكريمة الموجهة للناس وليس المسلمين فحسب، والتي يظهر فيها التعارف الجماعي لا الفردي- بين الشعوب والقبائل، مع وجود الضوابط اللازمة: (يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا، إن أكرمكم عند الله أتقاكم).

    يذكر باختصار وتصرف كتاب “سيكولوجية التعصب” لمؤلفيه هاينال ومولنار وجيرار، أن المتعصب يظن في لاوعيه أنه المستنير والذي يوحى إليه ما يقول ويفعل، ويظن المتعصب من خلال توهمه باكتشاف المطلق أنه أمسك بالحقيقة التي تمنحه كل العلم (وما أوتيتم من العلم إلا قليلا)، وأمسك بكل القوة التي تعطيه إحساس السلطان على بقية المواطنين، وأمسك بالعصمة التي تجعله يحس بتفوقه على البشر… وإن خوفه من الرجوع عن تعصبه، نابع من خوفه أن ينكل به أعداء متوهمون…. وأنه يجد الأمن والإطمئنان مما في نفسه ومن خوفه من المجتمع العدو، عبر الإنتماء النفسي لمنظومة تعصبية، يوظفها كاعتقاد وعقيدة… تجعله عدائيا تجاه من يخالفه، ولكنه يعوض هذه العدائية بدفع تعويضات هي زهده وتقشفه في علاقته بنفسه وبالماديات الشخصية، ويصاب بحالة توجد غالبا لدى الذين توصلوا إلى دور اجتماعي مهم في بعض التجمعات. ). انتهى بتصرف.

    ولتكن بدايتنا بالرد على الشيخ والأستاذ بنفي أن يكون الحفل الذي صدقت له الأجهزة الأمنية وحضرته راقصا أو خليعا، وننفي أن تكون أمانة الفكر والثقافة من رعاة الحفل أو من منظميه، بل جاءتها الدعوة كتابة من الوزارة قبل يوم من بدء البرنامج وبعد أن علمنا أن الجهة المختصة قد سلمت الوفد الزائر تأشيرات دخوله، ثم لم تذهب الأمانة لحفل الختام إلا بعد أن استلمت صورة من خطاب موافقة شرطة ولاية الخرطوم بصورة لأمن المجتمع على هذا الحفل. ونكرر أنه لم يكن بالحفل رقص ولا حتى الرقص السوداني! وهذا ليس دفاعا عن الحفل أو عن الموسيقا والمعازف أو دفاعا عن المسرح أو عن معرض الرسم أو عن مسرحية الأطفال ولا غيره، وإنما دفاع عن آلاف الحضور و مئات الأسر السودانية المحترمة التي رأيناها حضورا هناك، وتم اتهامها واتهام ولي الأمر معها بأنها خليعة وماجنة وفاجرة، فلا ربنا يرضى بالظلم (وجعله محرما على نفسه و بيننا)، ولا القانون يسمح بهذا القذف لبنات السودان.

    ولنبدأ الرد على أكبرنا سنا وعلما وقامة في الدنيا، الشيخ كمال رزق، إمام صلاة الجمعة بأحد المساجد الكبيرة في السودان، وهو شقيق الشيخ الدكتور حسن رزق كيلا يختلط الأمر على بعض من ظنها حربا إعلامية بين تيارين سياسيين.. ويذكر الشيخ أن المؤتمر الوطني هو حزب يخطئ ويصيب وليس إلها يعبد، وأنه يناصح الحكومة والمعارضة منذ 19 عاما وأنه لم يتقاض أجرا منذ 1994 !
    نرد بأن افتراض القداسة والأبوة الدينية على الحكومة والمعارضة والمجتمع مرفوضة باعتقاد أن كل هؤلاء يخطؤون ويستحقون المناصحة، في حين يظن في نفسه أن من يعتلي منبر المسجد لا يخطئ ولا يقبل النصح.

    أما حديث الشيخ عن أنه فهم تلميحا عن المجموعات الحزبية الثلاثة المذكورة، فليعلم أنه لم يتم نقل حديثي بصورة مطابقة لما قلت، كما لم أذكر بعض المسميات الحزبية التي سردتها الصحيفة.
    أما طلب الشيخ أن تقوم صحيفة حكايات بإعادة نشر صفحة قال أن فيها صورا راقصة وماجنة، فهذا لا يجوز يا شيخنا الكريم، بل كان من واجبك أن تطلب محاسبة الصحف على عرض الصور الماجنة، وأن تطلب مني أن أغض بصري وألا أنظر إليها بدل طلبك لي عبر الهاتف أن أبحث عن الصحيفة وأن أتمعن جيدا في إحدى الصور ! هذا لا يجوز كذلك.

    ولا أستغرب قول الأستاذ ضياء الدين بلال في عموده أنه من المخجل أن يستمد المشائخ معلوماتهم من الصحف الإجتماعية، وأنا أحيلك لنفس الصحيفة حكايات عدد الجمعة الأخيرة لنعرف رأيك في إحياء أطفال أمدرمان لخمسينية جون كينيدي وإهداء الأطفال هدية لأسر ضحايا هجمات 11 سبتمبر وغنائهم فليحفظ الرب أمريكا، بحسب قول الصحيفة !! أين أنتم من هذه المصيبة التي صدمتنا ورب الكعبة ؟ بل رأينا بالصحيفة صورة طفل سوادني يرفع العلم الأمريكي! وهل ستفرد لها حيزا من خطبة الجمعة؟ بعد أن تستوثق من تفاصيل الخبر.

    أما حديث رئيس دائرة الفنون عن الحفل فهو لم يكن حاضرا فيه ولكن قرأ في نفس الصحيفة وأخذته الحمية بما قرأ فلو كنا مكانه بعيدين عن الأحداث وقرأنا ما يتناقله مراهقو السبق الصحفي المثير لنحونا نحوه إن لم نستوثق من الأخبار ونتبين. وأما الصحفي علي البصير الذي قال إنه جاء متأخرا ولم يجد طريقة للدخول للإقتراب من الأحداث وهو الذي استدللت به أنت، فقد ذكر أمام العزيز الكريم رئيس مجلس إدارة الإنتباهة د.بابكر عبدالسلام داخل مقر الصحيفة ظهر أمس أن الحفل كان منضبطا والحضور كذلك، وما تم عرضه في المسرح كان محترما ! ولكنه ذكر أنه شاهد بعض الناس في الساحة الخلفية يرقصون عندما يسمعون المعازف، رغم أني لا أعرف فيم يرقص شخص في أغنية وطنية أو اجتماعية باللغتين! وفي كل الأحوال، نظن هذه وظيفة جهات أمنية إن كانوا قد رأوا أي حالات شاذة في المكان الخلفي الذي رآه الأخ البصير، وليته قام بمناصحتهم إن كان قد رآهم، أو إبلاغ رجال الأمن المتواجدين بكثافة عنهم.. وهذا الأمر يجب أن يقوم به المحتسبون في حفلات الزواج كذلك وفي الشارع العام وفي الجامعات وفي كل المناسبات الإجتماعية، التي يتغلب فيها هوى النفس وعادات المجتمع على تعاليم وإرشادات الإسلام.

    أما يا شيخ كمال حين طالبتني بأن أقدم معك ما أسميتهم كوكبة من المفسدين الذين لا يجرؤ أحد أن يحدثهم في المحاكم وأنهم ينامون في بيوتهم آمنين كما قلت، ((وادعيت أن البينات عليهم متوفرة))، فأنا خصيمك أمام الله يوم القيامة، وخصيمك أمام الشعب في الدنيا إن كان لديك دليل اتهام بالفساد ضد أي شخص وأخفيته عن الإعلام الذي تنتقدنا فيه، وأحاججك إن لقيتك إن أخفيت أدلتك المزعومة عن الفساد عن منبر المسجد الذي تقول فيه ما تشاء كل جمعة، ولم تقدمه للجهات المختصة أو لرئيس الجمهورية مباشرة !! حتى لا يكون افتراءا على الحاكم، وكفانا منكم استغلال منبر الجمعة في توزيع الإتهامات على الحاكم وأولياء الأمر وعلى المجتمع المسلم في السودان..
    ما نعلمه في هذا الأمر أن من قدم أدلة وثبت عليه شئ، فإنه قد قدم للمحاكمة، بل حتى منهم من كان وزيرا ! فلا تلقين الكلم على عواهنه، وإن كانت لديك هذه البينات، فالله سيسألك إن لم تخرجها للعلن، هذه مسؤولية أحملكها وسأكرر مطالبتي لك بها في كل منبر، حتى تقدمها أو تنفي وجودها.

    أما طلبك الذي وصفته بالصادق من المسؤولين عن الحفل (ولسنا في الحزب منهم) أن يبثوا الحفل في التلفزيون ، فمن ناحية شرعية لا يجوز ذلك، وهذه مخالفة شرعية منك يا شيخنا الكريم إن كنت ترى أن ما في الحفل هو مجون ورقص وفجور !! وكان من الحكمة والدين أن تداري على عورات المسلمين وبنات السودان. ولكن مقابل ذلك أنا أطالبك بالذهاب لمنظمي الحفل والقناة السودانية التي صورته كاملا لتتبين ما تريد، كما أطالبك صادقا وبإلحاح بالرجوع للجهات الأمنية لقراءة تقريرها عن الحفل، فلتستمد معلوماتك من أهل المعلومات أو من العائلات التي كانت متواجدة بالحفل، أو من إدارة قاعة الصداقة الحاضرة.

    أما ذكرك أنه لم يشتك من منهجك في الدعوة غيرنا، فهذه مقولة لا قيمة لها دينيا ولا منطقيا، ويكفي في منهجك التكفيري حين انتقدت تشجيع الدولة للرياضة النسوية، حين قلت في عامنا هذا أن من يسمح لابنته بالذهاب للميادين وإن كانت ساترة، فلن يدخل الجنة ورب الكعبة !!
    إن توزيع صكوك الغفران وشهادات رضاكم على الحكومة والمجتمع لم تتوقف عند حد، وصرتم في حالة انتقاد دائم وعنيف لمؤسسات الدولة وشرائح المجتمع السوداني بأسلوب أبعد ما يكون عن الحكمة والموعظة الحسنة، وممارسة الصبر بأنواعه الثلاثة، رغم إصراركم على أنكم تعرفون كيف تمارسون الدعوة ! إن كثيرا من الحكمة و قليلا من التواضع لله والتريث قبل اتهام عباده بالباطل في بيوت الله، مطلوب منكم وإلا ستدور عليكم الدوائر، ولا تأمنوا مكر الله. وإن رفع مظلوم واحد شهرتم به في مساجد الله يديه وقال: حسبي الله، فقد كفي.

    أما الحديث عن العلاقات مع أمريكا، فليت صحيفتك التي تستمد منها معلوماتك قد أخبرتك عن الكلمة التي ألقيناها وانتقدنا فيها أمريكا ونهجها وحصارها على السودان، وضربها لمصنع الشفاء، وتصنيفنا كإرهابيين (بغير مفهومنا عن الإرهاب)، وتقسيم السودانيين أمام العالم إلى قسمين: (الجوعى والمرضى والمتخلفين) أو (المجرمين والإرهابيين والمطهرين)، وتشويه صورة وطننا السودان ومواطنيه وحكومته وقيادته وشعبه أمام الرأي العام العالمي وأمام شعوبهم.

    أما انتقاداتك في المقال لقيادتنا الحكيمة وهيئة الذكر والذاكرين وهيئة علماء السودان ومجمع الفقه الإسلامي، فكانت اتهامات في غير محلها، فقد اتهمت الدعاة الآخرين (غير مجموعتك) بأنهم سكتوا لأنهم يريدون أن يتركوا وراءهم ورثة أغنياء !! واتهمت الدعاة الإسلاميين بأنهم يخافون ضياع المناصب، وأن الفساد قد وصل للعظم ! وأطلقت يا شيخ كمال كثيرا من الإتهامات التي لا تليق بإخوانك الدعاة الآخرين، وكما أسلفت فإن التمادي في هذا المنهج سيوصلنا لتكفير الجميع، والآن نرى سهامك تتوجه نحو الدعاة إلى الله في السودان ! وصلت لدرجة قولك أنهم سيموتون كما تموت العير لأنهم لم يستجيبوا لاستدراجاتك الظالمة لإخوانك في الدين من المواطنين والحاكمين..
    وأنت تهيئ للمناخ التكفيري بهذا الأسلوب الإنفعالي، وأنت تستدل بآية قرآنية ضد إخوانك المسلمين من الدعاة إلى الله والأئمة في مجمع الفقه، والذكر والذاكرين، وهيئة علماء السودان بتشبيههم بالكفار، ألم تعلم بأن آية سورة الحشر التي تخوفهم بها، قد نزلت في الكفار ؟
    أخيرا يا شيخنا كمال رزق، نرجو التوقف عن إثارة الفتن في المجتمع عبر إثارة المسلمين في المسجد، واستثارة الإسلاميين باستغلال أسماء الشهداء الكرام الأعزاء الأجلاء بأن تذكرهم في مقالاتك و تورد أسماءهم وذكرياتهم كأنهم في صفك ! أولئك الشهداء إخواننا كلنا في الدنيا ونسأل الله مرافقتهم في الجنة مع (سائر) المسلمين.

    ويا شيخنا الكريم أنت لست من المعصومين، ولا نحن كذلك، فإن كانت لديك فتاوى نريد سماعها في هذا الشأن حديث الساعة، فلتكن حول المعازف كلها ابتداءا من نغمات الهواتف حتى موسيقا السلام الجمهوري ! ولنسمع رأيكم الكريم في المعازف المصاحبة لمدائح السادة الصوفية ! ونطلب منكم شاكرين التركيز في الإعلام والمسجد على منع حفلات الزواج باستثناء الدفوف. ولتمارس الدعوة وتنزل في صالات الحفلات اليومية وحفلات التخرج، فهي فرصة رائعة لممارسة الحسبة بصورة مباشرة، وكالن البعض يتوقع ظهورك في قاعة الصداقة لتلقي بخطبة في جمع المسلمين الذين كنت تظن أنهم يمارسون الفجور هناك، فإن كانوا بمثل الصفات التي وصفتهم بها، فهم أحوج للدعوة ممن يدخل المسجد للصرة جماعة.

    يا شيخنا الكريم كمال رزق لا تكن فظا غليظ القلب، إن كانت لديك تعليقات على عمل أي أمانة حزبية للحزب الذي اختلف البعض حول انتمائك إليه أم لإحدى تلك التيارات، فيمكنك أن تتحدث تنظيميا عبر المواعين التنظيمية وليس في الإعلام، لتعرف ما يجتهد فيه الآخرون في شأن الدعوة والفكر ولكن لا يتم إطلاع شخصك المفرد عليه، أما حديث الدعوة لعامة المسلمين فواجب عليك إعلانه في الإعلام والمنابر ولكن بالحكمة والموعظة الحسنة، و (بــعـــد) التيقن والتبين، وليس بالتشهير بالناس وبالحكومة ومسؤوليها وبالمجتمع السوداني وأبنائه وبناته، ظلما وانفعالا واندفاعا.. فلو كانت الدعوة الإسلامية بنهجكم هذا، لكان الرسول قد جاهر به من أول يوم مستنصرا بالله متوكلا عليه! وإن كان الإندفاع والإنفعال جزء من ممارسة الدعوة لدين الله، لقام رسولنا الكريم بالإندفاع للهجرة أمام أعين مشركي مكة غير آخذ بالأسباب المناسبة لكل بيئة وكل موقف وكل مجموعة… فما الذي كان يمنع رسولنا المؤيد بنصر الله وبحفظه وبقوته وبملائكته وبجند نعلمها وما نعلمها، أن يهاجر إلى المدينة علنا باندفاع وحماس غير محسوب العواقب بدون كل تلك الترتيبات الهادئة والسيناريوهات الدرامية التي رسمها على من شاهت وجوههم ؟

    أما الإتهامات الكثيرة لك والتي عددناها جزءا من مسيرة تصاعدية للتمادي، فمنها اتهامك لوزارة التربية والتعليم التي وصفتها بالقطيع الذي يتبع منظمات حقوق الإنسان والطفل، حين تصديت لقرار منع ضرب التلاميذ في المدارس، وقلت أن التعليم بدون ضرب لا يصلح !! ثم استدللت ببريطانيا وأنها أعادت قانون الضرب في المدارس !!
    فإن صح قولك يا شيخ كمال رزق، فمنذ متى كانت مرجعيتك هي أسلوب بريطانيا في التربية والتعليم ؟ هناك ما يمكن أن نستورده عن العلم والتعليم من بريطانيا أكثر من ضرب أبنائنا وبناتنا في المدارس يا أستاذ كمال رزق، والذي تدعو إليه.

    ثم قمت بالإساءة إلى مسؤولي الطيران في البلاد ووزارة الدفاع، وقلت أن عقولهم معطلة ولا تعمل. ثم حذرت الحكومة من خلايا تحت الأرض وخارجها، تريد تطبيق الشريعة حسب قولك ملمحا إلى شمال مالي، وكأن الحكومة لا شرع لها !

    ثم ذكرت أن الحكومة فقدت بوصلتها وسخرت منتقدا شكواها لمحكمة العدل الدولية ضد إسرائيل! كما سخرت من وزارة الخارجية ومسؤوليها. ثم هاجمت وزارة المالية ومسؤولي الإقتصاد وألمحت إلى أنهم بعيدون عن كتاب الله! ثم انتقدت المفاوضين رافضا أن نتفاوض مع السودانيين لتحقيق السلام. وانتقدت وزارة الداخلية في ضبطها، كما انتقدت ضمنيا وزارة العدل لما أسميته بضعف القوانين!
    كما نصبت نفسك وصيا على نائب رئيس الجمهورية الأستاذ علي عثمان، مطالبا إياه ألا يضيع وقته بالحوار مع المعارضة السودانية !!!! (المسلمة). وهاجمت سعي مؤسسة الرئاسة لتحسين العلاقات مع دولة الجنوب. ثم ظلمت السفير المصري واتهمته بأنه كان في دار حزب الأمة لإسقاط حكومة السودان، وهو لم يكن هناك أصلا ولم يكن حزب الأمة يخطط لشئ في ندوته ! وانتقدت مجتمعنا وصرت مثل الإعلام الغربي تشوه صورته بقولك أن الجنس يمارس بين بعض الأقارب في المجتمع السوداني !!

    وكم من مرة وصفتم بعض أبناء المجتمع السوداني وبناته بالفسق والمجون والخلاعة والميوعة، وغيرها من الألفاظ الكثيرة المسيئة للشعب السوداني وحكومته و التي تطلقونها كأنه لا رقيب عتيد !
    ماذا تركت، وهل هناك داعية تكفيري يقول : (أنا تكفيري) ؟ وإنما البعرة تدل على البعير .
    فكيف لا نطالب بأن يتم وضع ضوابط لحرية التعبير وللمتحدثين الرسميين بإسم الإسلام (أو ما أسماهم رئيس تحرير إحدى الصحف) بالمحتسبين الرسميين !!!

    ومن يريد أن يضبط الآخرين، فليضبط نفسه بداية ليستطيع ضبط غيره، ولا تخرج منه الكلمة لا يلقي لها بالا تهوي به وببلادنا وأمتنا سبعين خريفا في النار ! فتخيل لو سمع تكفيري متعصب بدعوتك التحريضية وإطلاقك يد الشباب لإيقاف ما دعوته بالعبث في قاعة الصداقة ! ما الذي كان سيحدث ؟ نترك الإجابة لحفظة أمن البلاد وولاة أمرها.

    ونذكر كل من يظن أنه ضمن الطائفة الناجية المنصورة، وأن الحكومة والشعب والمعارضة في اتجاه الكفر يسيرون، بقول أبو حامد الغزالي: من جعل الحق وقفا على طائفة ، فهو إلى الكفر أقرب.

    أما بقية اتهاماتك لوزارة الإعلام، وللمسؤولين ومن اتهمتهم برعاية الماسونية، وللمجتمع السوداني بشرائحه، واتهاماتك وإساءاتك لهيئة علماء السودان الكريمة، ولمجمع الفقه الإسلامي، والذكر والذاكرين، وكل الدعاة الذين اتهمتهم بأنهم يتوارون خلف صياصيهم وخلف وظائفهم، فلن أدافع عن أحد منهم بأكثر مما قلت، فهم أبلغ في الرد عليك مني بعد أن يقرأوا مقالك.
    أما لأثبت لك أن هناك منطلقات سياسية للبعض، فأنا أستغرب وتعقد حاجبي الدهشة حين أقرأ لك قبل سبعة أشهر في صحيفة أخبار اليوم:
    “..أنه من المهم أن يلتزم المحتسب بالأسلوب الحسن، وألا ينصح أمام الناس فالنصح أمام الناس مشاكله كثيرة ومنهي عنه لأنه سيثير الحفائظ ويشجع الشيطان.. “.
    ولكن يا شيخ كمال، لم نر لك أسلوبا حسنا في الحسبة مع رجال الدولة أو شرائح المجتمع ولم تتبين المعلومات الصحيحة بداية من مصادرها، ولا زلت تفتي في كل شأن تمارسه الدولة دون أن تجلس مع رجالاتها لتعرف منطلقاتهم ومبرراتهم وتحاورهم فيها وتجادلهم بالتي هي أحسن، وتتفهم لماذا صدر قرار، وكيف حدث خطأ وكيف يتم تعديله تسديدا ومقاربة، وغيرها من الشؤون التي لا يمكن أن يكون لديك وقت للبحث العلمي والديني فيها كلها !

    ثم نراك قبل سبعة أشهر في صحيفة أخبار اليوم تحدثت عن أن النصيحة يجب أن تكون في زمن مناسب، وأن يوجد لها الوقت والبيئة المناسبتين !
    ولكن يا شيخ كمال لم نجدك تفكرت وتخيرت أسلوبا أو زمنا، بل تعجلت بانفعال لتلقي الأحكام في المسجد (استنادا على موضوع وصورة بصحيفة اجتماعية كما أشرت)، كما تعجلت دون اختيار وقت مناسب، لترد على تقرير صحيفة السوداني بتاريخ الجمعة 29 نوفمبر 2013، ثم على عمود أ.ضياء الدين بلال يوم السبت 30 والذي أشار فيه إلى الشيخين (ولم يكن يقصد البخاري ومسلم) وأنهما لم يخجلا من أن تكون مصادر معلوماتهما قبل اتهام الحكومة والناس بالباطل، هي مقال لصحفيين اثنين بصحيفة اجتماعية.. أما أنا يا شيخ كمال فقد أرسلت لك رسالة لأتأكد من أنك كتبت ما كتبت بالإنتباهة، وطلبت منك برسالة ثانية تأكيد أو نفي أي معلومة أو جملة مكتوبة بالمقال، حتى لا نظلمك بالرد عليك.

    أما قولك قبل سبعة أشهر أنه يستحسن البعد عن النصح المباشر كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم: “ما بال أقوام يفعلون كذا وكذا..”، وأنه من كان يرتكب المعصية فإنه يفهم إشارة الرسول الكريم.
    فيا شيخنا لا نراك قد اتبعت نهج الرسول الكريم، بل سارعت لاتهام الحكومة وحزب المؤتمر الوطني وتسميتهما بالإسم المباشر، مخالفا النهج النبوي الذي دعوت المحتسبين إليه.
    ولكن يا شيخنا ولا نبخس مجهوداتك الدعوية طيلة حياتك، نسأل الله السلامة من الفتن والغفلة والظلم، فهي تجري تحت أقدام أتقى الأتقياء وقليل من ينجو منها كما ذكرت.

    ونكرر ألا دخل لأمانة الفكر والثقافة بالحفل الفني (غير الراقص)، إلا بمتابعة محتوى المسرحية الوطنية (عشانك يا سودان)، ومراقبة تدريبات الأطفال على الرسم والمسرح الإجتماعي، وبعض التوجيهات الدعوية عند زياراتنا التفقدية، إضافة لكلمة الختام والتي تحدثت عن وجوب احترام الضوابط الدينية والإجتماعية في العمل الفني، وعن العنصرية والقبلية المتفشية بين أهل القبائل، وعن صعوبة إدارة التنوع الثقافي والقبلي في السودان في ظل العصبيات الموجودة، وتمت إدانة ضرب مصنع الشفاء وإدانة الحصار الإقتصادي الظالم على السودان، وإدانة الهجمات الإعلامية لتشويه المنظر السوداني أمام العالم. وأرسلنا رسائل للوفد الأمريكي أن يعود لأمريكا ليقوم بالمساهمة في تحسين صورة السودان والشعب السوداني المشوهة لدى الذهنية الغربية، وتمت مطالبة الحكومة الأمريكية والكونغرس وجماعات الضغط بالتعرف بصورة أوثق بالسودان شعبا، وبالإفريقية تقاليدا، وبالعربية لغة، وبالإسلام دينا.

    ونأتي باختصار مخل لرئيس تحرير صحيفة الإنتباهة، والذي قام بحشد أسلحته اللغوية وتعمير كلاشه والتصويب في التختة الخاطئة، ليس لقلة مهارة في التصويب، ولكن لأنه لم يستوثق ولم يسأل ولم يجالس (وفي ذلك نشكر دكتور بابكر عبدالسلام رئيس مجلس إدارة الإنتباهة على دعوته الكريمة لنا للإستماع والنقاش)، ولكن كان قد سبقها الإتهام البغيض المتعجل والتكفيري كذلك من رئيس تحرير صحيفته لنائب الأمانة بالحزب بأنه قد أجهز على القواعد الفقهية !! وإن ممارسة الوصاية الإسلامية على الإخوان المسلمين وبذر بذور التكفير هذه لا يجب أن تبدأ بالظهور في وسائل الإعلام إن أردنا الإبتعاد عن الفتنة، ولن تقبلها الدولة بمكوناتها من حكومة ومجتمع ومعارضة ودعاة معتدلون، ونحن نحترم مشائخنا ولا نقدسهم، ولا نسمح لأحد الدعاة أن يظن في نفسه الخير والتسديد الصائب في كل ما يقول، ولا أن يتهم الدعاة الآخرين بمثل ما اتهمهم به شيخنا الأستاذ كمال رزق.
    هذا، ولن يطول الرد فأغلب ما ذكر رئيس تحرير هذه الصحيفة كان مبنيا على افتراضات خاطئة ومعلومات خاطئة أدت إلى تحليل خاطئ، فيكون من الظلم الرد عليه هكذا أو نجابه القسوة بالقسوة الإعلامية والعنف اللفظي أو الإجراء القانوني. ولكن نشير إلى أنه إذا كانت الدولة ممثلة في وزارتها قد رعت المجون كما ذكرتم، فهل تظنون أن القيادات الأمنية وأمن المجتمع والعائلات الحاضرة كانت ستسكت ؟ ولماذا لم تسحب الأسر السودانية أطفالها من ورش التدريب إن كان هناك ما لا يجب أن يراه أطفالنا ؟

    أما ظنك بأن من يمسك مايكروفون المسجد يقول حديثا مقدسا، فافتحوا الباب للقاديانية والشيعة والبهائية ولتنظيم القاعدة ولكل الجماعات التي يتحدث مشائخها بإسم الإسلام ويستدلون بآياته الكريمات المقدسات، ليعتلوا منابر مساجد السودان ! فاعلم أن الضوابط التي طالبنا بوضعها، هي كيلا يتهم أحد أحدا بما ليس فيه، وكيلا يفسر أحد الآيات التي نزلت في الكفار بطريقته ليستخدمها ضد المسلمين، مثلما استدل شيخ كمال بآية سورة الحشر ضد إخوانه الدعاة في مجمع الفقه الإسلامي وهيئة علماء السودان! فما بالك بنا نحن عامة المسلمين ؟ وإلى أين سينتهي الصراع بين اثنين أقل من أولئك علما وقامة وربما حكمة ؟

    أما حديثك المكرور عن أن مسؤولي الوزارة قد رعوا الرقص، فعلى الوزارة أن تشرع في إجراءاتها إن شاءت، أو أن تكرر لكم بصورة ودية أنه لم يكن كذلك وأن هذا ظلم وقع على كثير من خلق الله وحسبنا الله، فلا تلووا عنق الحقائق وليعترف أحدنا بخطئه إن أخطأ، فالظلم تعدانا إلى آخرين كثر، ولا تتهمنا بلوي أحكام الشريعة، فهذا اتهام تكفيري وسابقة نرجو ألا تتفشى في صحافتنا التي تعاني ما تعاني.. وتجعل الأجهزة الأمنية تتوتر وتعاني معها، ثم يتباكى البعض بعد ذلك على حرية التعبير !
    ونكتفي بذلك فأغلب حديث رئيس تحرير الإنتباهة المتبقي كان شخصيا وموجها لشخصية أكثر منه موجها للحزب أو للدولة، وجزء آخر كان يوضح بجلاء أنه قرأ تقرير صحيفة السوداني على عجل دون أن يتفكر أو يركز فيه، فكثير مما قال استقاءا من التقرير يناقض ما جاء في التقرير! فلذلك نجتهد أن نتغاضى عنه حتى لا ندخل في أنفاق شخصية لا تفيد القراء شيئا، إلا الإثارة من وراء موضوع يصرف الأمة عن قضاياها، ويكفينا رجوعا بالأمة بالخطوات إلى الخلف، والله خير الشاهدين.
    ونسأل الله أن يجمع شمل المسلمين على كلمة سواء، وألا نظلم أو نظلم، وأن يزيل ما في قلوبنا من غل (للذين آمنوا).

    [/SIZE]
    م. أُبي عزالدين عوض
    Obay1975@gmail.com
    1 ديسمبر 2013[/B]

    صحيفة السوداني صحيفة الإنتباهة
    http://sudanile.com/index.php/2008-05-19-17-39-36/997-2012-01-21-17-18-02/61285-2013-12-02-05-14-05