رسالة الوطني التى لم تفهمها المعارضة !
غير أن الدهشة حقاً بشأن هذا الأمر إن هذه القوى المعارضة ورغم طول سنوات المعارضة وافتراض فهمها وإدراكها للطريقة التى يلعب بها خصمها وتمريراته، وإحرازه للأهداف إلا أنها للأسف الشديد ظلت وباستمرار لا تفهم على الإطلاق ماذا يفعل الوطني وإلى أين يوجه الكرة، وإلى من يمررها ؟
هذه الحالة تكررت كثيراً فى العقدين ونيف الماضيين وكان أبرزها محطة نيفاشا 2005 حيث (وقفت) قوى المعارضة متفرجة فى لعبة كان بالإمكان أن تكون جزءاً منها بطريقة أو بأخرى.
ثم جاءت العملية الانتخابية فى العام 2010 برقابتها المحلية والإقليمية والدولية وأتاح القدر فى سانحة نادرة لهذه القوى أن تنشئ وتبني تحالفات جديدة مع الوطني ثم تردّدت ثم تردّت فى هوة سحيقة! ثم جاءت أطروحة الوطني بشأن قيام حكومة عريضة، وتلك كانت إحدى أندر السوانح التى قلما يجود بها القدر على معارضة طالت سنينها فى المعارضة ووهن عظمها وتشرذمت وتفرقت أيدي سبأ، وفضّلت دون أدنى تفكير أن تفوِّت الفرصة.
وهكذا، ظلت هذه القوى (تركل) ما يمده الوطني إليها بيده اليمنى، دون أن تفكر وتمعن النظر وتقرأ جيداً ما وراء الرسالة. غير أن إحدى أضخم الفرص والسوانح أهدرتها المعارضة مؤخراً جداً، ذلك أن المعارضة حين أعلن الوطني عن عزمه تشكيل حكومة جديدة، عادت المعارضة وبسهولة الى ذات الأفكار القديمة وسرعان ما استنتجت أن الوطني سوف يفعل الشيء نفسه؛ يشكل حكومة بوجوه جديدة فقط، أو ينقل هذا من هنا ويضعه هناك ورضيت واطمأنت. بعضها سخر من التشكيل المرتقب وإعادة نفس التحليل والقراءة المسبقة فى استباق ساذج للحوادث.
رسالة الوطني التى لم تستفِد المعارضة من قراءتها وأثارت استياء الوطني كونه يتعامل مع قوى لا تملك (الحد الأدنى من الذكاء) كانت مبسطة وواضحة، فقد عقد الوطني العزم على تغيير شامل للجهاز التنفيذي وقيادات الجهاز التشريعي وإعادة هيكلة السلطة فى المركز والولايات بما يمكن اعتباره حكومة جديدة بحق، سواء في الأشخاص أو السياسات والبرامج.
وحتى حين كان الوطني يدعو ويبشِّر بذلك كانت قوى المعارضة فى (بياتها الشتوي) تعيد ذات التعليقات وذات اللعنات ولا تكلف نفسها عناء التفكير. وكانت المفاجأة الصاعقة أن الحكومة بكاملها -باستثناء الرئيس- قدمت استقالتها وبدأ يبدو واضحاً أنّ الوطني (يفسح المجال) طوعاً واختياراً (لمن أراد)!
ومع وضوح الرسالة رغم عنصر المفاجأة إلا أن قوى المعارضة أبت إلاّ أن تظل على موقفها. إنَّ السانحة الأخيرة كانت هي السانحة الأخيرة بالفعل للقوى المعارضة حيث أن الظروف لم يسبق أن قدمت خدمات جليلة لقوى معارضة تعيش (بطالة سياسية) وجاءتها فرص عمل حتى عنوانها ولكنها رفضتها!
وإذا أردنا إيجاز مأساة المعارضة فهي أهدرت فرصة دخول الانتخابات المقبلة من خلال حكومة جديدة ذات صبغة انتقالية واضحة!
سودان سفاري
ع.ش
واين السودان من كل ذلك؟ الشعب كلو مؤتمر وثني والمعارضة ضعيفة وما عندها جماهير ولا وزن بها وزي الواطه، انتو دايرين بيها شنو؟ ليه ما تكلمونا عن السياسات والبرامج واساليب تنزيل السياسات لاصلاح ما أحدثتموه من دمار في مناحي الحياة السودانية من تمزيق لعرى الوحدة الوطنية بالتمكين والاقصاء والانهيار الاقتصادي والاخلاقي والقيمي حتى بات الفساد يحظى بدفاع السيد الرئيس الذي لا يتورع عن قبول المال المسروق من دم الشعب لتمويل انتخابه كما قال بذلك حرامي الاقطان محي الدين عثمان امام القاضي في 16/9/2013م عندما اعترف بانه تبرع بما سرقه من مال الاقطان للمؤتمر الوثني، والرجل صادق فلم ينبري اي جلوز من الوثني على نفي او انكار ادعاء الرجل؟ اين هي برامجكم الجديدة لبسط الحريات الكاشفة للفساد والتقاء الاحزاب الهزيلة بجماهيرها الضعيفة؟ اين هي برامجكم لمنح الشعب فرصة الاستماع لاذاعة البي بي سي وقراءة فيصل محمد صالح؟ اين هي برامجكم لسحب سلاح الحكومة من ايدي عربان دارفور الذين يموتون بالالاف وبسلاح الحكومة؟ اين هي برمجكم لانهاء التجنيب واهدار اموال الدولة في السفريات والنثريات والمخصصات والمحفزات؟ اين هي نتائج تحقيقاتكم في مقتل 200 شهيد بايدي مجهولين في قلب الخرطوم وبجوار قيادة الجيش والشرطة وال”المخابراط”؟ واذا لم يأمن المواطن على حياته في قلب الخرطوم فما بالك بمن يطحنه الاقتتال في جبل عامر؟ ومن هم هؤلاء المجهولين؟ من هم هؤلاء الابطال الذين مرغوا انوف قادة الامن والجيش والشرطة في التراب بقتلهم للشهداء، دون القبض عليهم؟ نريد امثال هؤلاء المجهولين لحكم السودان فالقائمون عليه اليوم إما ان يكونوا كاذبين أو عاجزين عن اماطة الثام عن اولئك المجرمين وفي الحالتين فان السودان في غنى عنهم، هذا ان لم يكونوا هم القتلة الحققيين .. بلا تشكيل بلا وبا