سياسية
الحكومة الجديدة .. نقلة غير مسبوقة !
لقد بدا واضحاً أن الوطني أراد إحداث (نقلة) كبيرة فى رقعة الشطرنج السياسي وقوى المعارضة لم تزد على البحلقة بعينين زائغتين وهي لا تدري حتى الى أين توجه نظرها؛ الى بيادق الوطني التى تحركت أم الى بيادقه الساكنة بغير حراك ولا تعلم ما هي الخطوة المطلوبة المقبلة؟
تلك هي جدلية العلاقة المتقاطعة بين الاثنين، لا الوطني تدركه المعارضة ولا المعارضة بقادرة على إحداث ذات النقلة، وكلٌ في فلك يسبحون!
وإذا أردنا أن نقرأ ما أحدثه الوطني من تغيير فإننا يمكن أن نلحظ جملة نقاط هامة: النقطة الأولى إن ما جرى لم يكن مجرد (تعديل وزاري) معتاد يحل فيه هذا محل ذاك، وإنما هو بناء هيكلي جديد كليةً الغرض الأساسي منه إعادة بناء الدولة من ناحية سياسية واقتصادية واجتماعية بطريقة أفضل ولمن فاتهم الاستماع علينا أن نذكِّرهم بما سبق وأن أعلن عنه الرئيس البشير شخصياً قبل أشهر خلت من أنه يعكف على إعداد برنامج شامل ومتكامل وتجديد حقيقي فى البنية الأساسية للدولة كانت الإصلاحات الاقتصادية مقدمة وجزء منها.
ومن المؤكد أن الرئيس البشير كان يولي إهتماماً خاصاً لمجمل الصورة والمشهد وهذا ما جعل التشكيلة الجديدة – وربما لأول مرة منذ العام 1989- تخرج بهذه الألوان المختلفة والخطوط المتشابكة والتي شغلت الناس وستظل تشغلهم لسنوات.
النقطة الثانية أن التعديل الذي جرى وأفضى لهذا البناء الكبير الجديد فى كل شيء، أعطى اعتباراً مهماً لمن يمكن أن نطلق عليهم (شريحة الشباب)، ففي كل موقع ذهب الشيوخ والكبار لصالح الشباب ويستطيع الوطني بهذه النقلة أن يقطع بأنه ضرب عصفورين بحجر واحد، فقد جدد خلايا الدولة الأساسية ومنحها حياة أكثر، وفى الوقت نفسه جدد خلايا الحزب وفتح الباب واسعاً لبنائه التنظيمي لكي ينفتح على الخبرة والتجربة وأن يقف قبالة المحك الحقيقي، وهو الأداء التنفيذي بكل ما فيه من تحديات ومشاغل وصعوبات وسانحة لإعمال الفكر واكتساب الدربة والتجربة.
النقطة الثالثة أن الوطني استطاع أن يأتي بطاقم متناغم ومنسجم مع أنه جديد كليةً، فهو بدا كمن خلع زيّاً وإرتدى آخر مختلف ولكنه من ذات الخامة بحيث لا يشعر أحد بأنه زيّ تم الحصول عليه بصعوبة وهذه محمدة حزبية نادرة إن لم تكن منعدمة فى بقية الأحزاب السياسية حيث يعمِّر المعمرون فى المناصب ولا يجد الحزب بديلاً لهم.
النقطة الرابعة أنّ الوطني أعطى إشارة لعملية إصلاح واسعة النطاق من المنتظر ألا تقتصر على العمل الرسمي والحكومي وإنما تمتد لتشمل الحزب نفسه، فالذين خرجوا بالتأكيد لن يبتعدوا عن مفاصل الحزب ومناصبه المهمة ليكونوا حماة للتجربة ورافدين بالخبرة للجيل الجديد الصاعد.
التغيير إجمالاً منح الوطني صك براءة من تكلُّس العظام وبرودة المفاصل، فعلى الأقل أثبت أنه حزب قابل للتجديد وإبتدار التجارب الحيّة.
سودان سفاري
ع.ش
اين الهندي عزالدين وحسين خوجلي بالذات اليومين ديل ما سكتو بعد التغيير بت الذين القضارف طبعا الذين امنوا .