رياضية

احمد الشريف .. وكان الراحل مانديلا في الخرطوم


[JUSTIFY]وفي العام 1962 قرر حزب «المؤتمر الوطني الافريقي» بجنوب افريقيا.. انتهاج العمل العسكري.. لإسقاط النظام العنصري وتم اختيار نيلسون مانديلاً.. المولود في قرية في اقليم «الترنسكاي» من كان رئيساً لقبيلة «التمبو» هبط منديلا في مطار اديس ابابا مشاركاً في مؤتمر حركات التحرر لشرق ووسط افريقيا.. وعن طريق «بنسوانا» غادر مانديلا إلى دار السلام.. والتقى نايريري.. الذي حاول إقناعه بتأجيل النضال المسلح.. نظراً لاعتقال رئيس حزب المؤتمر «سوبوكوى» فواصل الشاب مانديلا.. الذي انضم للحزب مع صديقه تامبو في عام 1944 رحلته إلى «اكرا» ثم مطار الخرطوم مستقلاً الخطوط البريطانية.. وفي صف الجوازات وقف مانديلا… لأخذ تأشيرة الدخول.. ولم يكن بحوزته جواز سفر فقد كان يحمل وثيقة سفر من زامبيا توضح أنه مناضل من جنوب افريقيا.. سلم المناضل مانديلا موظف الجوازات… فما كان من الموظف إلا أن حياه.. وقال له مرحباً بك يا بني في السودان.. وكانت دهشة المناضل مانديلا.. أن موظف الجوازات.. انتهر مرافق مانديلا الأبيض جوماثيوس.. وهيمي باستر وزوجته الذين كانوا يحملون ذات الوثيقة.. فتدخل مانديلا بالشفاعة لهم باعتبارهم من البيض الذين يتعاطفون مع قضية السود.. ذكر مانديلا هذه الحادثة في كتابه «مشوار الحرية الطويل» في الخرطوم التقى مانديلا… الرئيس عبود.. ووزير الخارجية أحمد الخير وقدم السودان أول مساعدة للمؤتمر الوطني الافريقي.. فكان أول مبلغ يستلمه المناضل مانديلا.. من رئيس دولة افريقية وفي العام 1960 وصل 40 من ثوار جنوب افريقيا للخرطوم.. ومنحتهم حكومة عبود.. جوازات سفر ودعومات مالية ومن الخرطوم هبط مانديلا في جوهانسبرج فيُعتقل اعتقالاً لم يخرج منه إلا في عام 1990 ليصبح أول رئيس لجنوب إفريقيا المتحررة من التفرقة العنصرية.. فعند عودته قادماً من الخرطوم قبض عليه بتهمة مغادرة البلاد بدون جواز سفر.. وتحريض العمال على الإضراب.. وحكم عليه بالسجن عامين.. وهو في السجن قام البوليس بمداهمة المقر السري لحزب المؤتمر.. في ضاحية ديغونبا.. وضبطت وثائق تتعلق بتصنيع المتفجرات.. ووجهت التهمة إلى «السجين» مانديلا.. وقدم مانديلا.. وهو رجل قانون حاصل على ليسانس الحقوق.. مرافعة.. شرح فيها افكاره وافكار حزبه شرح.. انه يحض على قيام مجتمع ديمقراطي حر.. وأنه لا يطالب بإزالة الرأسمالية.. كما يدعو الحزب الشيوعي.. لكنه يدعو لمجتمع يتمتع فيه «الأفارقة» كغيرهم بحقوقهم السياسية.. مجتمع بلا طبقات.. فرص متساوية في المجتمع.. دون تفريق بسبب اللون أو الجنس.. ولكن النظام العنصري.. اصدر حكمه عليه.. وسبعة من زملائه.. بالسجن مدى الحياة.. ورحل مانديلا إلى جزيرة «روبن».. فلم يكتفِ النظام بسجنه.. بل حكم على زوجته «ويني» فقضى مانديلا 18 عاماً في جزيرة روبن.. ثم نُقل إلى سجن في ضواحي «الكيب».. وفي عام 1988 نُقل إلى المستشفى بسبب اصابته بالسل.. هذا النضال والكفاح كان جذوة الثورة والكفاح ضد النظام العنصري.. فمن مانديلا القائد.. استلهم الشعب مواصلة النضال مستعملاً شتى أنواع الكفاح.. كفاح مسلح.. وكفاح سلمي وعبر ضغط المجتمع الدولي.. الذي حاصر النظام العنصري.. كان تراجع النظام العنصري.. فإصرار الشعب على الحصول على الحرية.. ومقاومة التشريعات العنصرية.. وأمام صلابة الزعامة الوطنية المتمثلة في مانديلا واتباعه.. ادرك النظام العنصري… أن لا مفر من إلغاء السياسة العنصرية.. الحرية.. فكان القرار الذي اصدره «دي كليرك» آخر رئيس ابيض.. بإلغاء العنصرية.. وفي 1994 جرت أول انتخابات ديمقراطية شارك فيها البيض والسود.. ففاز مانديلا بالرئاسة وعين مانديلا ديكليرك نائباً ثانياً وعين رئيس حزب انكاتا للداخلية لاحتواء قبائل الزولو وعندما انتهت دورته.. اعتزل العمل السياسي بعد أن اسس نظامًا وطنيًا.. ورسخ مبادئ التسامح، وبرحيله قدم مانديلا نموذجاً للإنسان الوطني المحب للعدالة والمحبة بين جميع الشعوب.

صحيفة الإنتباهة
ع.ش[/JUSTIFY]