سياسية

فاروق ابو عيسى .. الرئيس (الفخري) لهيئة التحالف !

[JUSTIFY]لم نكن نغالي أو نتعمّد التقليل من الشأن حين كنا نصف رئيس هيئة قوى الإجماع الوطني فاروق أبو عيسى بأنه ليس سياسياً من أي درجة! إذ أن أقصى ما لدى الرجل من قدرات تراوحت ما بين منصب وزاري لسنوات قلائل فى بداية عهد مايو حمل فيه أوزار وإذلال المعارضين رغم كونه ذا خلفية قانونية، وما بين منصب أمين عام اتحاد المحامين العرب فى وقت كان فيه العالم العربي مشغول بقضايا لم يجد حرجاً حيالها من أن يدع المقعد لأبو عيسى ليستخدمه الأخير بقدرات متواضعة لصالح التجمع الوطني فى تسعينات القرن الماضي، قبل أن يتحطم ذلك التجمع بمعول الحركة الشعبية ويتفرق مثل سحابة صيفية عابرة، لا هي ظليلة ولا هي مطيرة!

ولكي لا يكون قولنا على عواهنه فإن أبو عيسى سارع مؤخراً، مطلع الأسبوع الماضي للتصريح بأن قوى الإجماع لن تدخل فى أي شراكة مع الوطني فى المرحلة المقبلة ودعا لما أسماها (الفرصة الأخيرة) بقبول خيار البديل الديمقراطي!
ولعل مكمن العجب هنا -وما أكثر العجب حين يتعلق الأمر برجل ثمانيني لا يستند على أي قاعدة سياسية أو جماهيرية كثرت أو قلت- أن أبو عيسى ساوره اعتقاد بأن الوطني تعتريه حالة ضعف وأن مجرد إطلاقه للدعوة للحوار فى إطار وفاق وطني معنى ذلك انه فى موقف ضعيف.

ليس من حسن إدارة الأمور تقدير الأمور ووزنها بهذه الطريقة الصفرية. ينسى أبو عيسى أن أولى الناس بالتعنت وإغتنام ضعف الوطني -إن وجد- هي الأحزاب ذات الاعتبار السياسي مثل الأمة القومي بزعامة الصادق المهدي والشعبي.
لو أن السياسة تجيز لحزب سياسي معارض اتخاذ مواقف متعنتة لإضعاف الوطني فإن الأولوية بداهة هنا لهذين الحزبين وأبو عيسى يعرف هذه الحقيقة!

كما أن أبو عيسى مع كونه ورئيساً لهيئة التحالف إلا أنه -لسوء حظه- لا يملك مطلقاً أية قيود أو سلطات على حركة هذين الحزبين وليس أدل على ذلك من أن التحالف فقد حزب الأمة القومي بسبب أبو عيسى نفسه!

كما أن الرجل -لسوء الحظ ايضاً- لا يعرف ما يدور بين الوطني وأي من الأحزاب الأخرى المنضوية تحت لواء التحالف الذي يقوده! والاهم من ذلك أننا لم نسمع أن الوطني طلب من قوى الإجماع المشاركة معه فى شراكة سياسية ولا ندري من أين أتى أبو عيسى بهذه الدعوة التى لم يوجهها أحد، الوطني فقط دعا للحوار والتفاوض وهذا أمر طبيعي بين أي فرقاء سياسيين ليس من الضروري أن يفضي الحوار الى شراكة سياسية.

الأمر الثاني أن أبو عيسى ينسى الفارق السحيق ما بين تحالفه، وما بين الوطني في كل شيء؛ وفى الممارسة السياسية ما ينبغي نسيان قوة الخصم وقدراته والتعامل معها بهذه السطحية.

الأمر الثالث أن الرجل -إن كان سياسياً يعرف ألف باء السياسة- فإن مجرد توجه الوطني بإرادته الحرة ودون استجابة لأي ضغط نحو التغيير المتدرج فى الأشخاص والمواقع والسياسات فهذه بمثابة (منفذ) مناسب للاقتراب من الوطني، فالذي يقربني من مطالبي وأطروحاتي – فى عرف العمل السياسي – هو دون شك يصبح قريب مني.

وأخيراً فإن من المحتم أن يظل أبو عيسى رئيساً (فخرياً) لتحالف المعارضة ليستيقظ فى يوم ما ويكتشف أن التحالف قد اقترب من الوطني وأن أبو عيسى -مثل أهل الكهف- ما زال يحتفظ بعملة سياسية مهترئة خرجت من التداول!

سودان سفاري[/JUSTIFY]

‫2 تعليقات

  1. نسيت ان تذكر ان الرجل يفتقر الى الدبوماسية والوطنية عندما اعلن امام الاعلام وهويخاطب حسنى مبارك ان حلايب مصرية مصرية مصرية