سياسية

السانحة النادرة التى وفرتها الوثيقة للحركات المسلحة !

[JUSTIFY]لو أحسنت الحركات الدارفورية المسلحة قراءة خطاب الرئيس البشير الأخير الذى تم تقديمه كوثيقة تاريخية وبرنامج عمل قابل للحوار والإنفاذ فى المرحلة المقبلة فإنها تكون قد وفرت على نفسها -فى راهنها المزري الحالي- مشقة العمل المسلح غير المجدي والتوهان الكبير فى محيط هادر من الضياع وفقدان الوجهة والتخبط.

فالأطروحة التى قدمها الرئيس البشير كان فى مقدمتها قضية السلام، ذلك أن أول مرتكز من المرتكزات الأربعة التى قام عليها الخطاب هو السلام، فقد كان نص تعبير الوثيقة (أن السلام له أولوية مطلقة) ومعنى أن للسلام أولوية مطلقة أنه لا مجال لا فى الوقت الراهن أو اللاحق لإنفاذ شيء إذا لم يتم أولاً الوصول الى السلام، ويستفاد من ذلك الآتي: أولاً، أن الحركات المسلحة -فى هذه السانحة بالذات- مدعوة لمائدة مفاوضات سودانية خالصة بدون وسطاء وبلا شروط مسبقة فقد أبانت الوثيقة كل برنامج الوطني ورؤيته وطالما أن السلام فى نظره له كل هذه الأولوية المطلقة فإن من القصور السياسي لدى هذه الحركات المسلحة أن تضيع هذه القضية، فهي على الأقل بإمكانها إعادة امتحان مصداقية الوطني وفق المعطيات التى استجدت.

ثانياً، الوثيقة دعت كافة القوى السودانية على إطلاقها ودون أي استثناء للحوار ومن المهم هنا أن تدرك أن هذه الحركات المسلحة أن إمكانية تلبية القوى السياسية للدعوة الحارة هذه، تبدو كبيرة هذه المرة فقد أجمع الكل على أن دعوة الحوار هذه المرة على الأقل لها مذاق سياسي مختلف وإذا ما تداعت القوى السياسية للحوار وتمكنت من تجاوز حالة الشقاق الحالية، فإن القوى الدارفورية المسلحة تدريجياً ستجد نفسها وحيدة فى ليل سياسي شاتي وطويل.

ولعل الأسوأ من ذلك أن الحرب حينها ستصبح ضرورة وطنية يستوجبها السعي لفرض السلام فرضاً، وفى ذلك الوقت سوف يصبح العمل المسلح عملاً مستهجناً بإجماع الجبهة السياسية الداخلية الأمر الذي يفرغ هذه الحركات المسلحة تماماً من أي مبرر للحرب وهذا أسوأ مصير يمكن أن تؤول إليه الحركات المسلحة.

ثالثاً، من المحتمل وفق ما هو واضح الآن أن ينجح الوطني -بموجب هذه الوثيقة- فى إدارة حوار ممتاز مع كافة القوى السياسية الداخلية رغم وقوف بعض هذه القوى على الرصيف ثم يفضي الحوار الى إقرار قانون انتخابات متراضى عليه ومن ثم قيام انتخابات بمواصفات أفضل تفتح الطريق لتحول ديمقراطي متفق عليه بين القوى السياسية السودانية قاطبة وعند ذاك يصبح العمل المسلح ضرباً من الجنون وربما يؤلب المجتمع الدولي على نحو غير مسبوق على هذه الحركات المسلحة لتتم تصفيتها فى خاتمة المطاف وتصبح أثراً بعد عين!

وأخيراً فإن الحركات المسلحة بإمكانها الاستفادة من هذا الزخم وحجز مقعد متقدم قبل أن يتحرك القطار الى محطته التالية، فالذي يأتي مبكراً وبمثابرة و نيّة خالصة ليس كمن يأتي مجبراً فى الخواتيم وبعد بداية انفضاض السامر.

سودان سفاري
ع.ش[/JUSTIFY]

تعليق واحد

  1. ياجماعة الخير التمرد الحاصل هذا هو ضرب من ضروب اكل العيش ….
    فاذا جاء المؤتمر الوطني باطلاق الحريات وسعي الي انتخابات حره ونزيهة…
    تفتكروا ناس عرمان والحلو وعقار ومناوي وعبد الواحد وجبريل ديل بياكوا عيش؟

    لا انتخابات بفوزوا فيها ولا لديهم مؤهلات …عشان كده متمسكين بوظيفة متمرد….