سياسية

حسبو في جنوب دارفور.. مشاهد وتفاصيل زيارة تنموية

[JUSTIFY]عند الحادية عشرة صباح (الخميس) الماضي، هبطت الطائرة الرئاسية الموشحة بعلم السودان أمام صالة كبار الزوار بمطار نيالا الدولي وعلى متنها نائب رئيس الجمهورية حسبو محمد عبد الرحمن قادما من حاضرة ولاية غرب دارفور الجنينة (دار اندوكه)، وفور ظهور الطائرة في سماء المطار اتجه حاملو كاميرات القنوات (الشروق، السودان) نحو بوابة الناقل الجوي، وخلفهم مباشرة كان والي جنوب دارفور اللواء ركن آدم محمود جار النبي، ولجنة أمن الولاية، ورئيس المجلس التشريعي، بالاضافة للعديد من القيادات الدستورية والتشريعية والسياسية، ونحروا الأبل لمقدمه.

* الطائرة تأخرت كثيراً عن الموعد المعلن لوصولها، ما أجبر الكثير من المستقبلين الذين ظلوا واقفين لأكثر من ساعتين يحملون اللافتات الترحيبية، على أن يتفيأوا ظلال الشجار ويستظلوا تحتها من هجير الشمس المحرقة، التي بدأت تغرس أشعتها الحارة على رؤوسهم؛ منهم من اتجه نحو كافتريا المطار بعد أن فعل الجوع فعله، متحرياً سندوتش (فول أو عدس). آخرون جفّت حلوقهم عطشاً بعد أن ارتفعت عقيرتهم بالهتاف لأكثر من ساعتين دون توقف، أو بالأحرى، منذ اللحظة الأولى لدخولهم المطار.. أغلبية هؤلاء الذين دهمتهم معاناة الانتظار كانوا من الطلاب -من الجنسين- وكبار السن.

* في اللقاء الجماهيري الذي أقيم بساحة الشهيد السحيني فور وصوله يوم (الخميس)، وعقب تحيته الجماهير من على العربة المكشوفة التي جابت به الساحة، أصدر نائب رئيس الجمهورية عده توجيهات فورية لوزارات وهيئات اتحادية كان أولها للهيئة القومية للكهرباء بأن تستعجل في حل مشكلة الكهرباء التي ظلت تعاني منها نيالا، حيث كانت المولدات تعمل بنظام المداومة؛ (يوم شمال ويوم جنوب)، موجها وزارة المالية الاتحادية بالإيفاء بما يليها من التزامات تجاه تكملة مشروع مياه حوض البقارة، الذي يعتبر واحدا من اهم المشروعات الخدمية لأهل جنوب دارفور، حيث تساهم في الحد من العطش الذي يعاني منه المواطن صيفاً، بجانب توجيه آخر لهيئة الطيران المدني، ووزارة المالية الاتحادية، بضرورة مراجعة أسعار تزاكر الطيران من وإلى ولاية جنوب دارفور، وقيام الاولى بعمل دراسة عاجلة لانشاء مطارين بمحليتي برام ورهيد البردي، ومهابط في محليات الولاية الحدودية، والإسراع في تكملة طريقي (نيالا، كاس، زالنجي)، و(نيالا، رهيد البردي، عد الفرسان، أم دافوق) .

* لدى مخاطبته، أمس الأول (الجمعة)، حفل افتتاح (804) وحدة سكنية بمشروع السكن الشعبي بـ(قد الهبوب) التي تبعد (11) كيلومترا شرق نيالا، أصدر نائب رئيس الجمهورية حسبو محمد توجياً لصندوق الإسكان والتعمير بالعمل على تطوير تجربة الطوب المثبت، وابتكار طرق ووسائل جديدة، تقلل من تكلفة البناء للضعفاء من المواطنين، كما نادى الشركات المنفذة، والبنك المركزي، بتقليل نسبة الأرباح حتى يتيسّر للفقراء امتلاك مساكن، كما أصدر توجيهاً آخر لحكومة الولاية، بأن تعمل على توفير الأمن في المخطط.

* حسبو قام بوضع حجر الأساس بنفس المنطقة (قد الهبوب) لـ(2) ألف وحدة سكنية موجها صندوق الإسكان العسكري ببناء مسجد، بجانب توجيهه صندوق الاسكان بتشييد مدرستين، ومفوضية الإيرادات بإنشاء ثلاث مدارس، ومركز صحّي في المخطط، والعمل على توفير الخدمات الاجتماعية به .

* كان مقدم البرنامج يرتّب أوراقه لتقديم المتحدّثين، قبل أن يقطع صمت الجميع بصوته الفريد وقال عبر مكبرات الصوت: “إنّ نائب رئيس الجمهورية قد أوفى بالوعد الذي قطعه في اللقاء الجماهيري بعيد وصوله، الذي التزم فيه بحل مشكله كهرباء مدينة نيالا، وذلك بوصول (5) ماكينات إسعافية، بقوه خمسة ميقاواط، بجانب التزامه بتخصيص قطار لتوفير الوقود الكافي لاستمرارية التيار الكهربائي بالمدينة، لدى تفقده محطة التوليد الحراري وتدشين وصول الماكينات الإسعافية التي إشاد بوصولها، والاستجابة الفورية من وزير الكهرباء، حيث حضر إلى نيالا برفقته عدد من المهندسين عقب التوجيه الذي أصدره نائب رئيس الجمهورية في اللقاء الجماهيري.

* من جانبه قال معتز موسى، وزير الكهرباء الاتحادي، إنّ ولاية جنوب دارفور تحتاج لعامين حتى تكون الكهرباء فيها مربوطة بالشبكة القومية، لكن الغرض من التوجيه الذي أصدره نائب رئيس الجمهورية هو مضاعفة التوليد الكهربائي في مدينة نيالا إلى الضعف، حيث أنّها تعمل الآن بقوة (11) ميقاواط سيتم رفعها إلى (15) بعد وصول خمسة ميقاواط أخرى، تم ترحيلها عقب التوجيه عبر طائرة (يوشن) خاصة من الخرطوم، وأعلن أنّها ستدخل الخدمة خلال ستة أسابيع، تكفي حاجة المدينة وتفيض بـ(25%).

* نائب رئيس الجمهورية تفقد سير العمل بطريق (نيالا، رهيد البردي، عد الفرسان) وطالب خلال تفقده الطريق شركة مان المنفذة بضرور بذل المزيد من الجهد، ومضاعفة العمل، حتى يكتمل الطريق الذي قال إنّه يربط السودان بأفريقيا الوسطى، كما افتتح مباني جامعه أمدرمان الإسلامية، فرع نيالا، وخلال لقائه مع إدارة وأساتذة الجامعة أعلن دعمه للجامعة بمبلغ مليون جنيه لتكملة ما ينقصها.

* لدى تشريفه ومخاطبته الجماهير الحاضرة للسباق الذي نظمه اتحاد المرأة بمناسبة اليوم العالمي للمرأة بمضمار الفروسية بموسية جنوب شرق نيالا عصر (الجمعة) أعلن حسبو رعايته الشخصية للمضمار حتى يكون عالمياً، كما وجه بالاهتمام بسلالة الخيول الأصيلة، والعمل على إنشاء مراكز بيطريّة لمتابعة صحتها، وتحسين سلالاتها، حيث أعلن دعمه لاتحاد الفروسية بولاية جنوب دارفور بمبلغ مليار جنيه، دعماً أول.

* نائب الرئيس خلال كلمته ناشد القبائل المتنازعة بتحكيم صوت العقل وتابع قائلا: “يا أهل كلكم بتسمعوا إنّو دارفور فيها مشاكل وأصابتها ابتلاءات، وأمراض، وحساسيات، ونزاعات، وإثنيات، وجهويات، لذلك أنا أطلب منكم أن ترفعوا صوت السلام عالياً، ومن مضمار الفروسية بنيالا، أناشد القمر والبني هلبة بطيّ صفحة النزاع والتنادي للسلام، كما أناشد السلامات والتعاشية أن يعودوا إلى صوت العقل والسلام لأنو ما عندنا خيار غير السلام، ومن هنا أيضا أوجه النداء للرزيقات والمعاليا بالذهاب فورا إلى الفولة عشان توقعوا السلام، وكذلك المسيرية والسلامات في ولاية وسط دارفور، وكل مجتمعات دارفور، حتى يحل السلام وتتحقق التنمية، والحاضر يبلغ الغائب؛ لازم نطوي صفحة الحرب”.

* تمكنت شرطة ولاية جنوب دارفور ومديرها اللواء أحمد عثمان محمد خير ومدير جهاز الأمن والمخابرات وأفراده من إخراج ثلاثة أيام قضاها نائب الرئيس في مدينة نيالا بسلام، حيث قام كل منهم بدوره على أكمل وجه، حافظوا وسهروا على سلامة الوفد والمواطنين، وكانوا في الموعد في كل شوارع وتقاطعات المدينة، حديثهم وتواصلهم لتأمين تحركات ركب نائب رئيس الجمهورية كان بدقة عبر أجهزة الثريا.

* سانية دليبة.. الحال يغني عن السؤال

* ارتسمت خيوط الأمل والأحلام البريئة في وجوه النازحين الذين فروا من جحيم الحرب إلى منطقة سانية دليبة وهم يستقبلون نائب رئيس الجمهورية حسبو محمد عبد الرحمن ليقوم بحلحلة جزء من معاناتهم.. جاءوا بأسمالهم البالية، ووجوههم المكفهرة يقاسون الفاقة والبؤس، يريدون من حكومتهم أن ترد عنهم الظلم الذي عاشوه تحت جبروت الحركات المسلحة التي تدّعي زورا أنها حملت السلاح من أجل رفع التهميش عن مواطن دارفور، بينما هم من يسومونهم سوء العذاب، ومن جراء قسوة المتفلتين الذين انتهزوا الفرصة لينهبوا ويسلبوا ما تبقى من مال بحوزتهم.

* كانت وجوههم تحكي أو تقول ما عجز عنه اللسان؛ يشتكون بصمت مما وقع عليهم، فهل ترى يتحقق ما تعهد به نائب رئيس الجمهورية من توفير بعض الخدمات الضرورية مثل الماء والصحة والتعليم والأمن؟ خاصة وأن تلك التوجيهات وقافلة الدعم التي أرسلها لهم رسمت بسمة عريضة في وجوه النازحين.

* فشلت الجلسة الافتتاحية لمؤتمر الصلح القبلي بين قبيلتي التعايشة والسلامات (السلامات والتعايشة) لغياب وفد قبيلة التعايشة عن الحضور إلى قاعة المجلس التشريعي لولاية جنوب دارفور أمس (السبت)، التي كان سيشرفها نائب رئيس الجمهورية حسبو محمد عبد الرحمن، وعلي صعيد متصل أعلن إبراهيم محمد آدم سلطان وزير الزراعة والغابات بولاية جنوب دارفور رفع الجلسة إلى اليوم (الأحد) وذلك لتأخر وصول وفد التعايشة لأسباب وصفها بالطبيعيّة، مشيراً إلى انعقادها في العاشرة من صبيحة اليوم، وكان وفد قبيلة السلامات وصل إلى القاعة في وقت مبكر .

صحيفة اليوم التالي
ت.إ[/JUSTIFY]

تعليق واحد

  1. هذا يعنى انو قبيله التعايشة غير جاااده فى مسالة الصلح والا لماذا التخلف هل

    يعتقدون انها تكتيكى تفاوضى ام عدم احترام الى نائب رئيس الجمهوريه ام انهم

    لازالو فى وهمهم بانهم لم يتحاربو مع السلامات