نهائي دوري أبطال أوروبا .. عالم من التناقضات
وستكون العاصمة البرتغالية لشبونة مسرحا للحدث الكبير الذي يجمع لأول مرة في تاريخ البطولة الأوروبية الأكبر فريقين من مدينة واحدة، العاصمة الاسبانية مدريد.
وذكرت صحيفة “ال موندو” الاسبانية في عددها أمس الخميس أن مدنا امتازت بالعراقة والأصالة مثل لندن وميلان ومانشستر، لم تنل هذا الشرف من قبل.
ولم يشهد النهائي الأوروبي في تاريخه هذا الكم من التناقضات والاختلافات بين طرفي اللقاء.
لم يكن وصول الريال للمباراة النهائية أمرا مستغربا، فهو دائما من الفرق المرشحة للفوز بالبطولة، رغم غيابه عن منصات التتويج في الاثني عشر عاما الأخيرة.
ولكن ما يثير الدهشة بحق هو وصول أتلتيكو مدريد إلى هذه المرحلة من البطولة الأوروبية الأكبر بعد مرور 40 عاما على المرة الأولى، الوحيدة، التي لعب فيها الفريق في نهائي البطولة، التي لم تشهد طوال تاريخها تأخر أحد الفرق كل هذه المدة عن العودة إلى المباراة النهائية.
ويطفو على السطح اختلاف آخر يتعلق بالامكانيات والميزانيات المالية للناديين، فبينما تصل ميزانية الريال إلى 500 مليون يورو (حوالي 693 مليون دولار )، يتعايش أتلتيكو مدريد بميزانية أخرى تقل بثلاثة أضعاف عن الريال.
ولهذا السبب، لا تجد إدارة ريال مدريد غضاضة في أن تنفق 100 مليون يورو سنويا لعقد صفقات شراء لاعبين جدد ، في حين أن إدارة نادي أتلتيكو مدريد تجد نفسها مضطرة إلى بيع أحد نجومها نهاية كل موسم.
ولكن كرة القدم لا تعترف في كثير من الأحيان بالحسابات المالية التي يمكن أن يكون لها تأثير بين الحين والآخر، فقد أصبح أتلتيكو مدريد مرشحا بقوة للفوز باللقب الأوروبي.
ويقع مقر نادي ريال مدريد في أرقى أحياء العاصمة الاسبانية، حيث أن شراء منزل صغير من غرفة في هذه المنطقة يمكن أن يكلف 300 ألف يورو (416 ألف دولار)، في حين أن مقر منافسه أتلتيكو مدريد يقع على ضفاف نهر مانزاناريس بالمنطقة الجنوبية لمدريد، والتي تعد معقلا للطبقة العمالية ومقصدا للمهاجرين الأجانب.
ويعطي ملعب سانتياجو برنابيو، معقل ريال مدريد انطباعا بأنه دارا أوبرا بسبب الصمت الذي يغلف جماهيره أثناء متابعتهم لمباريات الفريق الملكي.
وتقوم الإذاعة الداخلية للملعب بتشغيل أغنية “سأفوز” لمطرب الأوبرا الإيطالي لوشيانو باباروتي قبل كل مباراة، لتحافظ على هذه الصورة الكلاسيكية.
وعلى النقيض تماما ، فإن ملعب فيسيني كالديرون، معقل فريق أتلتيكو مدريد يعد الملعب ذي الأجواء الأكثر سخونة وصخبا بين الملاعب الأسبانية ، حيث تشدو جماهير الفريق بالنشيد الرسمي للنادي قبل كل مباراة بصوت مرتفع، دون الحاجة لوسيلة مساعدة.
ولا تتوقف جماهير أتلتيكو مدريد عن الغناء على مدار المباراة بشكل عام، بل ترتفع وتيرة الغناء أكثر وأكثر في لحظات الانتصار.
وتتجلى مظاهر الاختلاف بين الناديين بشكل واضح للعيان في ما يخص وسائل الإعلام، فبينما تتوخى الصحافة الاسبانية الحيطة والحذر عند الحديث عن فلورينتينو لوبيز رئيس ريال مدريد ، يعتبر إنريكي سيريزو رئيس أتلتيكو من أكثر رؤساء الأندية تعرضا للسخرية من قبل وسائل الاعلام.
وبمقارنة المظهر الشخصي للاعبين في الفريقين ، سنجد أن لاعبي الريال أكثر حفاظا على مظهرهم ، حيث أنهم يراعون تصفيف شعرهم وارتداء ملابس وفقا لاحدث صيحات الموضة ، بينما يظهر لاعبو أتلتيكو مدريد بمظهر أقل وجاهة.
إلا إنهم ينافسونهم في مظاهر أخرى، مثل لبس الحلي ، ورسم الوشم على الجسم ، وهو ما يتفوق فيه بوضوح لاعبو ريال مدريد.
وبالمثل ، لا توجد صفات مشتركة بين كريستيانو رونالدو (ريال مدريد) و ودييجو كوستا (اتلتيكو مدريد) سوى أنهما أحرزا العديد من الأهداف لفريقيهما ولأنهما اللاعبان المفضلان لجماهيرهما.
ويقدم الفرق كل من كارلو أنشيلوتي ودييجو سيميوني، مدربا الفريقين مثالا حيا على الاختلاف الكبير بين شخصية الناديين.
وعاد ريال مدريد للتعامل مرة أخرى مع المدربين الإيطاليين بعد الزلزال الذي أحدثه البرتغالي جوزيه مورينيو في قواعد الفريق الملكي أثناء توليه منصب المدير الفني للفريق.
وخرج انشيلوتي عن صمته المعتاد عندما أعلن صراحة عن سعادته الكبيرة بتأهل فريقه إلى المباراة النهائية لبطولة دوري أبطال أوروبا بعد 12 عاما من الغياب.
ويختلف الأرجنتيني دييجو سيميوني عن نظيره الإيطالي جملة وتفصيلا ، ويظهر هذا بوضوح في ردود فعل سيميوني وتصريحاته ، حيث أعرب عن امتنانه لأمهات لاعبي فريقه في المؤتمر الصحفي الذي اعقب مباراة إياب الدور قبل النهائي لبطولة دوري أبطال أوروبا أمام تشيلسي وهو ما لا يجرؤ أن يتفوه به أنشيلوتي.
ورغم أن وجهة الفريقين العاصمة البرتغالية لشبونة، تختلف مقاصدهما من هذه الرحلة ، حيث يبحث الريال عن لقبه الأوروبي العاشر، في حين يسعى أتلتيكو إلى اللقب الأول له في تاريخه.
كووورة
[/JUSTIFY]
[SIZE=6]اعشق ريال مدريد [/SIZE]