قصة طبيبة سعودية تحارب سرطان الثدي
تعرض قناة “العربية” يوم الأحد 29-3-2008 برنامجاً وثائقياً عن الطبيبة السعودية سامية العامودي التي فوجئت بإصابتها بسرطان الثدي قبل عدة سنوات، فحولت مرضها إلى حملة للفحص المبكر حققت شهرة دولية، وحصلت بسببها على جائزة المرأة الدولية الشجاعة منوزيرة الخارجية الأمريكية السابقة كونداليزا رايس.
قامت العامودي المتخصصة في طب النساء والتوليد والأستاذة المساعدة بكلية الطب والعلوم الطبية بجدة، بحملة واسعة لنشر الوعي بشأن سرطان الثدي الذي لا يمكن طرحه على الملأ في بلد محافظ مثل المملكة العربية السعودية، لكونه يصيب جزءاً حساساً من الجسم، ويظن الناس أن التدين أو التقاليد الاجتماعية تمنع التطرق إليه.
وعنونت حملتها بـ”كسر جدار الصمت” ومن خلالها عبأت العاملين في المجال الطبي من الرجال والنساء والأسر والطالبات في عمل اتسم بالجرأة والشجاعة لم يقتصر على بلدها فقط، بل أصبح لها امتداد عالمي، في محاربة سرطان الثدي.
ويصف الإعلامي تركي الدخيل هذه الحملة بأنها كانت بمثابة سير في حقل ألغام، قائلاً “أجزم بأنها واجهت الكثير من الإشكاليات في البداية. لكن إذا كانت النفوس كباراً تعبت في مرادها الأجسام”.
وكانت العامودي فاجأت عام 2006 قراءها في عمودها الأسبوعي “من الواقع” بجريدة المدينة السعودية، باكتشافها أنها في مرحلة متقدمة من مرض سرطان الثدي، ثم أخذت تسرد مراحل معاناتها مع المرض والعلاج في مقالاتها التالية.
دعوت الله بالثبات
تقول : “كنت في غرفتي، وضعت يدي بالصدفة على صدري، فأحسست بكتلة، ولكوني طبيبة قمت بفحص نفسي، فهناك علامات معينة تبين نوع المرض، وفي ثوان أحسست أنه سرطان الثدي في غالب الظن”.
وتستعيد مشاعرها عن تلك اللحظة فتضيف: “دعوت الله أن يرزقني الثبات. دمعت عيني فأحسست أنني تلقيت رسالة حب من الله، فقلت: إلى هذه الدرجة تحبني حتى تبتليني ابتلاءات كبيرة”.
شعرت العامودي أنها أخطأت، فرغم أنها طبيبة إلا أنها كغيرها من النساء لم يخطر ببالها أن السرطان يمكن أن يهاجم جسمها، فلم تقم بإجراء فحص مبكر، فضلاً عن أن مشاغل الحياة الكثيرة شغلتها عن ذلك، ما جعلها تبدأ حملتها فوراً إعلامياً واجتماعياً.
وتشرح ما حدث بقولها: “كنت أعرف كطبيبة قيمة الفحص المبكر، لكن الأولويات عندي لم تكن مرتبة ترتيباً جيداً، فأحببت أن تستفيد النساء من تجربتي ويعرفن أهمية الفحص المبكر للثدي إدراكاً لمعاناة المرض وقسوته”.
وتشير الإحصاءات في المملكة العربية السعودية إلى أن سرطان الثدي يأتي على رأس قائمة السرطانات التي تصيب النساء، إذ تصل نسبة الإصابة به إلى نحو 20% من بين الحالات السرطانية الأخرى.
ويتم اكتشاف 70% من الحالات عندما يكون السرطان في مرحلة متقدمة، ما يرفع من معدل الوفيات ويقلل فرص الشفاء، فضلاً عن ارتفاع تكلفة علاج الحالات المتقدمة.
وثلث المصابات بهذا المرض تقل أعمارهن عن 40 سنة. وهذه المعطيات تتطلب تدخلاً سريعاً، ومؤسساتٍ طبية قادرة على التعامل مع هذه الحالات.
كتب وشراكة دولية
ولم تكتف بالكتابة في الصحف بل أصدرت كتباً ونشرات تتعلق بسرطان الثدي، من أبرزها كتابها (اكسري حاجز الصمت.. قصتي مع سرطان الثدي) الذي يشكل قصة صراعها مع المرض. وقد جمعت فيه المقالات التي كتبتها، وما قيل بشأن مرضها ونشاطها المحلي والدولي.
وأصدرت كتباً باللغة الإنجليزية في إطار شراكة الولايات المتحدة والشرق الأوسط لمكافحة سرطان الثدي ونشر الوعي والبحوث. وكانت النتائج مذهلة والتجاوب سريعاً.
وتتواصل حملة العامودي لمكافحة سرطان الثدي في السعودية مع نشاطها الدولي في ذلك، فبعد لقاء لورا بوش السيدة الأولى الأمريكية السابقة بها في الرياض عام 2007، حضرت بناء على دعوة منها احتفالية خاصة في البيت الأبيض لإضاءة البيت الأبيض باللون الزهري الذي يمثل شعار سرطان الثدي.
وتقول: “لدينا برنامج الشراكة الشرق أوسطية الذي مكنا من التواصل مع العالم الخارجي مثل مركزي سوزان شيكومان سنتري، وأمدي أندنسون كانسر سنتر، وهما من أكبر مراكز التوعية من السرطان في الولايات المتحدة، ومن الجانب السعودي مدينة الملك فهد الطبية، والجمعية السعودية الخيرية للسرطان”.
العربية نت . دبي – فراج إسماعيل