سياسية

أوائل شهادة الأساس في ردهات البرلمان : طلاب معجونون بطينة البحث عن السياسي

[JUSTIFY]صبيان وصبايا في أعمار الثلاثة عشر ربيعاً التقطتهم الأعين أمس (الخميس) داخل بهو البرلمان، يتقافزون من أعلى مدرجات المجلس الوطني إحدى بوابات ممارسة السياسة في بلادي. إنهم فتية عجنتهم طينة بدايات النجاح..

أكثر من (74) طالباً وطالبة ممن حققوا المراتب الأولى في كل ولايات السودان واجتازوا امتحانات مرحلة الأساس إلى حيث آفاق النجاح الأكبر، كل يمني النفس بتقلد منصب سياسي يوماً في بلاد ربما يرى البعض أن سياسييها لا يمارسون إلا ضربا من ضروب الهتاف والمناكفات بين هذا الحزب وذاك، بينما قد يرى فيها أولئك الفتيان والفتيات ممن حضروا لقبة المجلس، بارقة أمل لغد سياسي مشرق ومساحات تنقل البلاد من أزماتها إلى ما هو أرحب، عسى أن يخرج من بينهم من يحمل هموم السياسة ويفتح آفاقا أوسع لبلاد تحاصرها الأزمات.

سهام النقد التي لا يسلم منها البرلمان من قبل قطاعات واسعة وتقليل دوره في التصدي لكثير من قضايا الشعب، هؤلاء الطلاب وذاكرتهم في بدايات تشكلها لواقع يغذيه الشارع السياسي العريض.. لم تمنعهم تلك التقاطعات من مهمة البحث عن التعرف على واحدة من المؤسسات الوطنية والسياسية توسماً ـ ربما ـ بشخصيات سياسية قد تكون راسخة في مخيلتهم ومحاولة لمحاكاة من نجحوا في مضمار السياسة وتحاشي من سلقتهم ألسُن النقد واتهامات الفشل، ولكن ربما تلاحق هؤلاء الطلاب ألسن نقد وتساؤلات أخرى: “عايزين يشوفوا شنو في البرلمان؟ وهو وينو البرلمان عشان يعرفوا من خلاله السياسة؟”

جملة التساؤلات قد تهزمها عزيمة وإصرار أولئك الطلاب وهم يتحركون في خفة بين ردهات البرلمان في مسيرة تعريفية قامت بها إدارة الإعلام، بدأت من داخل قبة البرلمان حيث مقعد الرئيس ونوابه وبقية الأعضاء، وبقية معالم البرلمان البارزة ولجانه ومكتبته العريقة كمبنى عريق يشبه طرازه الكنيست الإسرائيلي.

حالة الذهول التي تبدت من أولئك الطلاب حيال قاعة تظهر لهم، ربما على اتساعها وكثرة مقاعدها، إلا أن واقع السياسة في الخارج لا ينقل لهم كل هذا المتسع، مع مشاكسات وانقسامات ومماحكات يسمعونها ويرونها يومياً في عالم السياسة، غادر هؤلاء الطلاب وكلهم يقين وبعضهم يحمل حلم أن يصير سياسياً حصيفاً إن خدمته الأقدار.

صحيفة اليوم التالي
أمدرمان سلمى معروف [/JUSTIFY]

تعليق واحد

  1. بدل البرلمان كان اسحن يزورا مواقع الانتاج لكن ما عايزين يطلعوا من الخرطوم