رياضية

المصريون يهربون من هموم السياسية نهارا إلى مباريات المونديال ليلا


”نشغل بالنا نهارا بما يدور فى مصر من أحداث، ونروح عن أنفسنا ليلا بمشاهدة مباريات كأس العالم”.. كان ذلك لسان حال كثير من المصريين مساء الخميس خلال مشاهدتهم للمباراة الافتتاحية لمونديال كأس العالم التي تقام نسخته العشرين في البرازيل.

وفي جولة لمراسل الأناضول بشوارع العاصمة المصرية القاهرة، لاستكشاف صدى الحدث المونديالي، وجد اهتماما كبيرا بمتابعة الافتتاح، خاصة من فئة الشباب، حيث اكتظت مقاهي العاصمة بالعشرات منهم، جلوسا ووقوفا، لمتابعة المباراة الافتتاحية للمونديال بين البرازيل وكرواتيا، والتي انتهت بفوز قريق السامبا بـ3 أهداف مقابل هدف واحد.

عمارة السعيد، البالغ خمسين من العمر، ترك زوجته وأولاده نيام، وأصر على النزول إلى أحد المقاهي لمشاهدة المباراة، وقال فى حديثه لوكالة الأناضول: “طوال اليوم نشغل بالنا بما تعانيه البلاد من أزمات سياسية واقتصادية واجتماعية، ومن حقنا أن نروّح عن أنفسنا بمشاهدة مباريات المونديال”.

وفي حالة من التأثر، تابع السعيد “حزين لعدم وجود مصر في المونديال، وحزين لما تعانيه من مشاكل، ولكن لا يمكن أن تتراكم علينا الأحزان، وألا نشاهد المتعة الكروية التي ننتظرها كل أربع سنوات”.

حال السعيد ككثير من المصريين الذين خرجوا من بيوتهم ليلا إلى المقاهي لمشاهدة المباراة التي استمرت حتى الساعة الأولى من صباح الجمعة، متناسين تعب وإجهاد العمل طوال اليوم.

محمد سعد، شاب في العقد الثالث من عمره، قال إنه “خرج من عمله إلى المقهى، لأنه لا يستطيع أن يفوت هذه الفرصة التي لا تتكرر كثيرا”، مضيفا: “رغم أنني أملك اشتراكا بالقنوات المشفرة التي تذيع المباراة، إلا أن مشاهدة المباريات مع أصدقائي لها طعم آخر”.

وحول مدى تأثر الشعب بالأحداث السياسية، قال: “المصريون يستطيعون أن يفصلوا بين الأمرين، ولن يطغى أمر على الآخر”.

عبده هشام، شاب في بداية الثلاثينات، قال “لا شيء في مصر، يطغى على الأحداث السياسية، ولكني سأشاهد المباريات لأني أحب كرة القدم”.

والتقط خالد حسين، طرف الحديث منه قائلا: “لو كانت الحكومة نجحت في الحصول علي بث المباريات بدون تشفير، لتزايد أعداد مشاهدي المونديال، وابتعد الناس نسبيا عن الهموم السياسية”.

الشباب الذين ملؤوا مقاهي القاهرة، ارتدى بعضهم ملابس رياضية، في الوقت الذي اصحب عدد منهم صورا للاعبيهم المفضلين، واتفقوا جميعا على أن المونديال سيكون قويا من الناحية الفنية، واختلفوا في رؤيتهم للفريق الذي سيفوز باللقب، حيث يرى البعض أن البرازيل ستحدث إنجازا جديدا، فيما يرى آخرون أن ألمانيا وإيطاليا وإسبانيا سيحققون نتائج طيبة تؤهلهم للفوز بالمونديال.

وغلب على الشباب الذين تحدثوا إلى الأناضول، نبرة حزن لعدم مشاركة المنتخب المصري في المونديال، إلا أنهم أشاروا إلى تشجيعهم منتخب الجزائر، كونه المنتخب العربي الوحيد المشارك، بالإضافة إلى منتخبات غانا ونيجيريا وساحل العاج والكاميرون، بحكم انتماؤهم لأفريقيا، حسب حديثهم.

غير أن هذا الاقبال من الكثيرين على مشاهدة المونديال الذي يرجع إلى حب رياضة كرة القدم، أو الرغبة في الهروب من الهموم السياسية والأوضاع المعيشية، قابله فتور من آخرين لم يعبئوا بالمونديال أو مبارياته، واعتبروه أمرا لا يعنيهم .

أشرف توفيق، صاحب الأربعين عاما، قال وهو يمر بأحد المقهى متعجبا من الحشد حول شاشات التلفزيون: “البلد فيها حاجات (أشياء) أهم من كأس العالم، ومستقبلها لن يأتي بمشاهدة مباريات لا تخصنا”.

وأضاف: “نحن بحاجة إلى العمل، بعد 3 سنوات من الأزمات”.

معتز عبد الحميد، طالب في الثانوية العامة، قال إنه لن يتابع المباريات بسبب امتحاناته، ولن يضيع مستقبله من أجل مباريات كرة قدم.

وانطلقت مساء الخميس، النسخة الـ 20 من بطولة كأس العالم لكرة القدم، والتي تستمر حتى 13 يوليو/ تموز 2014، في 12 مدينة برازيلية.

وتشهد مصر أحداثا سياسية متلاحقة واضرابات واحتجاجات منذ الإطاحة بالرئيس الأسبق محمد مرسي، في 3 يوليو/ تموز الماضي، في ظل سير السلطات الحالية في تنفيذ خارطة الطريق التي أعلنها الرئيس السابق عدلي منصور في 8 يوليو/ تموز، والتي بدأتها بالاستفتاء على الدستور في يناير/ كانون الثاني الماضي، ثم انتخابات رئاسية في نهاية الشهر الماضي، فاز بها وزير الدفاع السابق عبد الفتاح السيسي، قبل البدء في الانتخابات البرلمانية التي لم يتحدد موعدها بعد.

القاهرة/ إسلام مسعد/ الأناضول