محمد محمد خير
منذ أن صارت هوايتي الأولى هي القراءة فإن نجومي غدوا هم الكتّاب ولا أزال منذ صباي أقطع القصاصات التي أنتخبها من الصحف والمجلات وأضعها داخل بطون الكتب والخزانات القديمة ممنيا النفس أن أعود إليها في يوم ما كما يدخر (الأكلة) العظم (للكد) بعد القضاء على الطعام.
ومن أقاصي القلب كنت أتابع (من أقاصي الدنيا) منذ أن كان صاحبها (يكتكت) في (سقط) كندا معارضا وحتى (كاكا) في الخرطوم (مواليا) و(إباض) في (دبي).
وفي تقلبه هذا كنت أستمتع بكتاباته هذه فأنا لا أزال أحب الكتابة الجميلة والعرض السلس والسخرية اللاذعة وليكن الكاتب ما يكون.
كنت أريد أن أكتب عن محمد محمد خير منذ زمان طويل لعله منذ أن كان في الكلاكلة وأنا إن مت في السودان فمدفني (ود العقلي) أو لعلي أردت أن أكتب عنه يوم استعصت عليّ الكتابة يوما فقال لي صديق لعل دسم ما تقرأه قد جعل عندك (كوليسترول فكري) فتذكرت كتابات دبل محمد عن (كوارع) الديم، ولقد غرف لنا مغارف مع أصدقاء ومعارف فأنا من عشاق اللحوم وبنات الخرطوم.
ولا أزال أتتبع محمد محمد خير وهو (يتنطط) بين أغصان الصحف متمنيا أن يلقي علي من أثمارها ثمرا ولا يزال يفعل..
لم أحظ بمقابلة (أب شنب) هذا حتى الساعة لكني أستمتع بكتابات ماركيز وقباني والماغوط والنواب وجهاد الخازن وغيرهم من الذين (قرحوني) ضد الخيبات ووهبوا لي المخابئ كل ما احتجت (لمدس)..
عندما قرأت حديث محمد محمد خير عن زملائي وهذه الصحيفة بأسلوبه الجميل وشغف (القارئ) النهم قلت ها هي ساعة الكتابة المنتظرة عن هذا الرجل قد حانت ورجوت حروفي أن تكون على قدر المقام فإذا بها تتشابى للبسط والبساطة فتوكلت على الله وكتبت سجن سجن غرامة غرامة..
وأهل الحرف يحبون اللعبة الحلوة وإدمان المشاهدة مثل عشاق كرة القدم فإنك لتجد أحد عشاق الكرة يتشابى ويتلفت وهو يركب بصا ليشاهد هجمة في ملعب على (الزلط) عساها تنتهي بهدف (يريحو في حنانو).
ولقد أزمعت أن أزور الأستاذ محمد بعد علمي بعودته معافى من رحلة مرضية فحال بيني وبين زيارته حائل أو (حظا مائل) فله الأمنيات بالصحة والعافية على الدوام.
فعلا محمد محمد خير من أكتب من كتب تطاوعه الحروف والكلمات كما يطاوعك قط جائع تمد له قطعا من اللحم . له التحية والتقدير والأمنيات باكتمال الصحة والعافية