هيثم صديق

خم رماد


2 ساعات 2 دقيقة مضت
حجم الخط: Decrease font Enlarge font
إن كان أمير الشعراء قد قال بعد انصرام رمضان:
(رمضان ولى هاتها يا ساق
مشتاقة تهفو إلى مشتاق)
فإن البعض يعجل بها قبيل الصيام بفقه (خم الرماد) وهي عادة ذميمة وتطاول مقيت.
ما الفرق بينها وبين سبت اليهود لمّا حرم عليهم الصيد في السبت فأرادوا الخداع.
هل تدرون ما يجري قبيل رمضان من عهر وابتذال في هذه البلاد وكم من الشقق تؤجر ومن الأعراض تنتهك ومن المحارم تقع لأن (صوام الغد) يريدون أن يدخلوا رمضان بلا (حساسة) مع فهم قاصر أن الصوم يمحو كل ذنب ولو تعمد صاحبه أن يفعله تحديا.
أن يخرج الشباب إلى (رحلة) لالتهام خروف وأن يتجمع البعض في مطعم كل ذلك أمر معتاد لكن أن ترتكب الكبائر بفقه أن رمضان (استيكة) لما كتبوه اليوم فهذا قصور عقلي وضحك على (الذقون).
بعض الباحثين الاجتماعيين حدثني أن ما قبل رمضان يساوي ليلة رأس السنة في ارتكاب الفواحش ولقد نادوا بالتضييق على هؤلاء الذين يحولون ليلة استقبال الشهر الفضيل بكل ما فيها من رواء روحي وتفاعل وجداني إلى استقبال لاحق لمواليد سفاح.
ليتنا نستثمر رمضان جيدا ونحول ما يجري في أيامه ولياليه من عادة إلى عبادة فهو فرصة للإقلاع عن كثير من العادات الضارة من تدخين وما شابه ونميمة وغيبة إلى ما يرضي الله وينفع الناس.
صلاة التراويح فرصة عظيمة لمن لا يقوم الليل لكن تتخللها بعض الشوائب يجب معالجتها ففي بعض المرات والمساجد نجد أن الأمر أشبه (بتغيير) منه إلى عبادة.
كما أن الأطفال يتخذون باحات المساجد للعب واستعمال (سلك اللماع) في المناطق الشعبية مما يفقد الشعيرة وقارها ويبعد الحضور الروحي المطلوب.
زيادة على أن قنواتنا قد استبدلت اللب بالقشور فصارت تجنح للطرب وتقدم الملهيات – بلا استثناء- محاكاة لعواصم أخرى.
قد لا يأتي رمضان القادم لكثير منا وإن أتى فلربما عجزوا عن صيامه وقيامه فلماذا لا نقدم بين يدي هذه الليلة المباركة عهودنا أن لا نخرج من هذا الشهر إلا وقد غفر لنا مع توبة نصوحة أن لا نعود أبدا إلى ما كنا عليه قبله فإن أقرب الغائبين هو الموت.


تعليق واحد