احترس.. أمامك متشاعر
غفر الله لعاطف خيري منذ أن انتشرت قصائده الرمزية بتلك الكثافة وجد البعض أن تتبع جداولها خير من تتبع بحور الشعر (البتشيل عوامها) فطفق البعض ينجر من القصائد وأشباه القصائد حتى أصبح ديوان الشعر يكتمل في ليلة مع سيجارة وقهوة مرة.. عاطف خيري شاعر بكل ما تحمل الكلمة من معان، ولعله صاحب كافتيريا في وادي عبقر ذلك الوادي الذي ربما عناه من دوبى: وبدخل لجة الوادي الناس تجافل منو لاقاني الإضينة وفيا طامع ظنو كتال الديك مع الصقر البطير كيفنو؟ ولكن ديوك الأشعار المصنوعة لا يبشرون بفجر ولا يخبرون عن (هجعة) فطاولوا الألم وطولوا الوجعة تجد أحدهم أو إحداهن تسبل الجفون وتؤشر كرجال المرور وهي تخبط في اللغة وتشفط في الحروف من ماسورة إبداع قاطعة: بتوهجك.. يا زول مليان ظنون أنا بيك عرفني البحر وفرقتنا كانت يوم داك لا بالله.. الاخيرة دي ما تبع القصيدة؟!! فلقد عرفني صديق بمن قدمه لي على أنه شاعر و(يحلني الله) أمسك بي الفتي لساعة في قصيدة أطول من قطر لو قال مثل عاطف خيري: (أضمك نفترق واحد) لقلت إن في الفتي ريحة شعر والفيه بخور بنشم، لكنه لم يعطني كلمتين لأمسك بهما.. ومن عجب ـ لا عجب ـ رأيته مستضافا في قناة وسمعته مستضافا في إذاعة وقرأته ضيفا على صحيفة! كنت أتمنى أن يتدرب المتشاعر حتى يغدو شاعرا وأن يكتب على قفاه – لكي نأخذ حذرنا: (شاعر تحت التمرين) أسوة بالسائقين أو الصائمين ممن تخبطوا في الشوارع فعل السكارى في الأزقة فترى الإشارة يمينا والعربة منحرفة يسارا في (حوص) بائن! حتى محمود الجيلي الذي ظننا أنه ناج منها أصبح يفجعنا بمتشاعرين لو اهتموا بحلاقة ما نفر من الأبيات كاهتمامهم بتدوير الذقن لخرجنا على الأقل بلا تهييج المصران! نريد قصيدة ذات معنى وكلاما بمبنى لا (أورررر) والسلام.. قبر الحبيب ضيق كتمة وضلمة لكنه مات بحلم تبقي القبور أوسع أوسع شبه وطنو وأنا شفتو ساعة مات ماسك طرف كفنو طرز عليه منديل منديل لمن دفنو وخيري هاجر إلى أستراليا واستبدلتنا أستراليا بالكنجارو من شعراء يتقافزون وكل يحمل جناه في (بطنه)! على أن هناك اشراقات غير منكورة أبرزها بنت يقال لها عبير تتضوع كل ليل فتحثنا على النضال وأجمل من رائحة النضال لم أشم رائحة.
غفر الله لعاطف خيري مالو مات…. اها هسع انت فرقك من المدعي الشعر شنو؟