شهيد القطوعات
وقد لا يعرف جلكم الشيخ عبد القيوم الفكي القنديل لكنه في محيطه علم في رأسه نار، فهو حافظ لكتاب الله ومعلم له، وهو فاعل جدا وسط الأقارب والأغراب لكأن من أنشد قد عناه:
فتى أخلاقه مثل.. وملء ثيابه رجل
تراه اليوم في ركن قصي وهو يبتهل
وإن دارت معاركها فلن يتزحزح الجبل
وما كنت لأكتب ما أكتب الآن عنه لولا أنه مضى لمن زكاه.
ففي أولى ليالي رمضان وجد شيخ عبد القيوم أن الماء في منزله غير متوافر كما في كل المدينة التي تنام بين نهرين، فذهب ليأتي لأهله منها بجرعة من منطقة مجاورة، وهناك كمن له (ثعبان). ومكث عبد القيوم أياما في المستشفى لم تفارقه البسمة ولا النكتة وهو يطلب من بعض زائريه أن يصوروه ويرفعوا الصور في الواتساب للحكومة ليوفروا الماء.. كانت قرصة الثعبان مميتة وكان دم الرجل لا يتجلط حتى لقي الله مساء الجمعة راضيا مرضيا.
وعند قبره تجمع عدد مهول من الناس على امتداد جبل أولياء من الكلاكلات وحتى ديم الجبل وصلوا عليه في موكب مهيب.
لكأني بعبد القيوم الآن يكرع من أنهار الجنة فوالله لقد ندر أن يجمع الناس على (شاب) نشأ في عبادة الله مثلما أجمعوا على ذلك الذي مضى كنجم بعد التماع.
كان عودا زكيا فاحترق وترك كما قال صلاح أحمد إبراهيم أثرا مثل نبش إسماعيل في القفر السحيق مخبراً رحيله المر عن تفه الدنيا.
وفي مأتمه الذي أمه من الخلق ما لا نحسب أجمع كل الحزانى أن شيخ عبد القيوم كان طيفا سماويا لاح للناس لمحة ثم توارى فلكأنه تخير الرحيل وانتخب اليوم.
وهل غاب الشيخ عن المقابر ليشعر فيها بالغربة؟ كلا وألف كلا كان يؤم الناس في أكثر صلوات الجنائز وما تأخر عن كره ولا فرح بعمامته القصيرة وبسمته الحيية.
ومثلما خرج من أصلاب الشيوخ والحفظة فلقد خرج من صلبه يفع أجزم أنهم بعد سنوات قليلة سيقتفون أثر أبيهم ويحملون الكتاب رفقة الحب للناس في قلوبهم.
تاني قام جاب سيرة صلاح قلنا ليك انت ما بتشبهو انت نبت طفيلي نتاج طبيعي لهذه الحكومة التي تكره صلاح وتحارب افكار حزب صلاح