العالم يودع “الطفل الغريق” مع أمه وأخيه بمقبرة كوباني
يلقي العالم اليوم الجمعة آخر نظرة، ولو بالصور وشرائط الفيديو، على “الطفل الغريق” ليل الثلاثاء الماضي مع أمه وأخيه، ويشهد دفنا جماعيا للثلاثة في مقبرة مدينة كوباني/عين العرب بالشمال السوري، وسط تغطية إعلامية يتوقعون أن تطوي تفاصيلها وصورها العالم الذي اهتز ضميره لرؤية جثة الصغير “آلان” مرمية على الشاطئ وقد لفظها الموج إلى الجانب التركي من بحر ايجة، ومعها لفظ جثة والدته وشقيقه غالب.
أمس الخميس، قامت “العربية.نت” بمحاولات عدة للتواصل مع الباقي الوحيد حيا من العائلة السورية، وهو الوالد عبد الله شنو، المعروف بلقب الكردي، لتتحدث إليه عبر الهاتف حين كان في مدينة “بودروم” في محافظة “موغلا” التركية على المتوسط، يرافق نقل جثث زوجته وابنيه إلى مدينة أورفة، عاصمة المحافظة بالاسم نفسه في الجنوب الشرقي التركي، ومنها ينوي العبور اليوم بالجثث إلى مثواها الأخير في تربة كوباني، إلا أن التواصل معه كان شبه مستحيل تقريبا، فلم يكن مع عبد الله هاتف جوال.
لكن مقابلة أجرتها معه الإعلامية زينة ابراهيم، وحققتها عبر اتصال أجرته بهاتف صديق له في “بودروم” أمس الخميس فتحدثت إليه، وكانت المقابلة لمحطة Rozana Fm الإذاعية التي تعمل فيها، وتضمنت معلومات مهمة. أما الجديد فهي صورة الأم “ريحان” الغريقة مع ابنيها، إضافة إلى نشرها أمس الخميس معظم المقابلة التي بثتها راديو “روزنة” ونشر معلوماتها بالإنجليزية في موقعه أيضا.
صورة الأم تظهر اليوم لأول مرة، أما اسم الطفل الصغير، فتصر الإعلامية زينة ابراهيم أنه “آلان” بحسب ما علمت من أبيه نفسه، وهو كردي يعني “حامل الراية” بالعربية، وليس “ايلان” كما يكتبونه خطأ، في حين أن صورة الأم جاءت من شقيقة المفجوع بخسارة زوجته وابنيه، وهي تيما كردي، المقيمة بمدينة فانكوفر الكندية، حيث تعمل حلاقة نسائية، وأمام بيتها هناك عقدت مؤتمرا صحافيا أمس الخميس، وإلى جانبها وضعت صورا لزوجة شقيقها وابنيها منه الغريقين معها.
في المؤتمر قالت تيما، واسمها تصغير للحقيقي وهو فاطمة، كما أنها أم لابنين، أحدهما اسمه “آلان” أيضا، إنها تحدثت الى زوجة شقيقها الأسبوع الماضي عبر الهاتف، وأخبرتها أنها خائفة من البحر “فأنا لا أعرف السباحة إذا حدث شيء ما” على حد ما نقلت عن “ريحان” التي قضت بعمر 35 سنة.
وأخبرت تيما أن العائلة طلبت اللجوء من السلطات الكندية قبل عام، لكن طلبها تم رفضه، لذلك انقطعت السبل بأخيها الذي دفعه اليأس لركوب المخاطر بحثا كيفما كان عن أي بلد يستقبله وعائلته كلاجئين، لأن الحياة أصبحت صعبة معه ولا يقوى عليها، لكنه وجد الأسوأ والدموي أمام عينيه فجر الثلاثاء الماضي: زوجته تغرق، ومعها ابنيها، ممن نرى نعوشهم يتم نقلها في الفيديو المرفق، بينما مضى عبد الله إلى الجدار لينتحب عنده من مأساة رأى العالم صورتها بابنه الصغير، وهي صورة قامت بتغييرات على كل صعيد في العالم.
ولإعطاء فكرة عما فعلته صورة “آلان” وهو جثة على الشاطئ، فإنها غيّرت طريقة تعامل دولة كبرى كبريطانيا نحو المهاجرين السوريين، على حد ما قرأته “العربية.نت” بعدد اليوم الجمعة من صحيفة “التايمز” البريطانية، في خبر مهم نقلا عن مساعدين لرئيس الوزراء ديفيد كاميرون، والذي سبق وصرح الأربعاء الماضي بأن “الأزمة (أي اللاجئين) لا يمكن حلها بقبول أعداد منهم في كل مرة” كإشارة منه إلى رفض بريطانيا فتح أبوابها لهم.
قال ذلك وعاند بحسب ما قرأنا عن تصلبه في عدم قبول أي دفعات جديدة من المهاجرين، لأنه لم يكن رأى صورة الطفل وهو جثة على الشاطئ، وعندما رآها الأربعاء أو ربما أمس الخميس “أثرت فيه بعمق” على حد ما نقل مساعدوه للصحيفة، فأعلن بعدها ضرورة “أن تقوم بريطانيا بواجباتها الأخلاقية (..) واستقبال آلاف المهاجرين السوريين” وفق تأكيد الصحيفة.
الصورة أصبحت الأشهر ربما هذا العام، ويتوقعون لها جائزة دولية مضمونة، أما من التقطها الأربعاء الماضي، فهي مصورة تركية كانت تمر صدفة عند شاطئ مدينة “بودروم” حين رأته طفلا صغيرا بلا حراك، وبجانبه أشخاص صامتون ويعملون بهدوء، فأدركت بحسها الإعلامي أن في المكان ما يستحق التصوير، خصوصا أنها تعمل كمصورة ومراسلة في المدينة لوكالة “دوغان” التركية للأنباء.
اقتربت نيلوفر ديمير من الشاطئ، وسريعا استنتجت أن أشخاصا قضوا في البحر ولفظت الأمواج جثثهم إلى الشاطئ، فسحبت الكاميرا وبدأت تلتقط صورا ولقطات فيديو عدة ومتنوعة من زوايا مختلفة لما كانت تراها، حسبما قالته لصحيفة “حرييت” التركية، ونشرته اليوم في موقع طبعتها الإنجليزية، وبأقل من ساعة لفت الصورة العالم الذي اتشح بمؤثرات مشهد بائس وحزين، يحتاج لتنساه الذاكرة إلى سنوات.
البيان
وعليه كان موقف عبدالله :
رفض والد الطفلين السوريين اللذين غرقا في طريقهما من شاطئ بودروم التركي إلى جزيرة كوس اليونانية عرضا كنديا بمنحه الجنسية، بعد الحادث التراجيدي لفقده ولديه.
***************************
بعد إيه ؟؟!