العندو دولار أحسن يفكو
وهذا تصريح وزير المالية القادم أو وكيل وزارة المالية أو محافظ بنك السودان أو أو حتى عضو مجلس تشريعي في لحظة حماس عند دخول عربة النفايات لدائرته بعد الغياب والليالي المرة في طنين الذباب.
ارتفاع جنوني للدولار هذا ما تتفق عليه مانشيتات صحف الخرطوم كل أسبوع داحضة كل أمنيات المسؤولين في إنزاله أو رفع قيمة الجنيه الذي ينازع.
سيبقي الدولار يرتفع والأوضاع الاقتصادية تزداد سوءا إن لم يلح حل ناجع لكل مشاكل البلاد الآنية التي تنتظر فرجا من الخارج بمنحة مالية إقليمية أو لمحة رضا دولية.
لقد أصبح ما يحتاجه موظف لكي يتواصل الأبناء إلى مدارسهم فقط ما يفوق راتبه فكيف بباقي المنصرفات؟
بلغ الوضع الاقتصادي مبلغا لم يبلغه من قبل فعلى الأقل من قبل كان التعليم مجانا والعلاج مجانا والمدارس.
أصبحت البلاد ما بين غنى فاحش وفقر مدقع فلاحت داعش وداحس واهترأ النسيج الاجتماعي.
لكن تعالوا كمواطنين نحدد نصيبنا في ما وصلنا إليه.
احسبوا معي عدد الجوالات الجلاكسي في أسرة تتكون من عشرة أشخاص.
سنجد على الأقل خمسة هواتف ذكية بقيمة تقترب من العشرة آلاف جنيه وسنحسب أن كل رصيد لكل جوال في المتوسط جنيهان فقط في اليوم مما يعني عشرة جنيهات ليكون المجموع ثلاثمائة جنيه في الشهر فهل غالية هذه أم كلفة الكهرباء والماء التي يتباكى منها الناس.
لقد تنصت إلى مضيفي وهو يطلب من إخوانه الحضور للسلام علي وكل منهم موجود في المنزل ولكنه ناداهم بالموبايل واحدا واحدا.
صدقوني أن هناك عشرات الأمثلة لتبديد المال ولا أقل من تذكيركم بالفكة التي تجدونها في المنزل ساقطة على الأرض لا يرفعها أحد وتتقاذفها الأقدام.
للأسف لم يعلم الآباء في كثير من الأوقات أولادهم قيمة القرش ولا كيف يحافظون عليه فرغم التعب لكسبه تكون السهولة في صرفه.
نحتاج حقيقة لثقافة اقتصادية تجعلنا أولا نحارب ما لا نحتاج إليه.
ولعلنا نفتقد اليوم الدكتور ياسر ميرغني وجمعيته ولو من باب التذكير للناس بأن سلعة ما يجب مقاطعتها.
هذا ثمن العصر الذي نعيش فيه, فكما أن الماء و الغذاء و الكساء هم من ضرورات الحياة منذ الازل فأن التواصل مع العالم أصبح من ضرورات الحياة , فلا تبرر السئ بالأسواء !! .