فتح الله غولن: الانقلاب بتركيا فيلم هوليوودي لعن الله من شارك فيه.. وليشنقوني إذا ثبت ضلوعي
رفض الداعية التركي المعارض، فتح الله غولن، الاتهامات الحكومية له بالتورط في الانقلاب العسكري، مبديا استعداده لمواجهة حبل المشنقة بحال ثبوتها. وقال غولن إنه “يخشى لقاء ربه” بحال دعم الانقلاب، ولكنه دعا بالمقابل الرئيس رجب طيب أردوغان إلى الخوف من “ملاقاة ربه بذنوبه” وفق تعبيره، واصفا العملية الانقلابية الفاشلة بأنها “سيناريو هوليوودي” فتح الباب أمام تنفيذ خطط الرئيس التركي.
مواقف غولن جاءت في مقابلة مع مذيع CNN، فريد زكريا، وذلك من مقر إقامة الداعية التركي في جبال بوكونو في بنسلفانيا الأمريكية، وفي ما يلي النص الكامل للمقابلة.
فريد زكريا: دعني أسألك عن الانقلاب. رئيس الوزراء التركي (بن علي يلدريم) يقول الآن بشكل رسمي إن هناك صلات مباشرة بينك شخصيا وبين مخططي الانقلاب فما ردك؟
فتح الله غولن: لتقم جهة دولية بالتحقيق في هذه المسألة بشكل معمّق، وإذا ما اكتشفت أنني قلت أي شيء لأحد شفهيا أو عبر اتصال هاتفي أو أن عُشر التهم الموجهة بحقي صحيحة فسأحني عنقي وأقول: أنتم على حق ولتقتصوا مني وتشنقوني، ولكنني أقول بثقة أنني لم أتحدث مع أحد حول الانقلاب ولم اتصل بأحد هاتفيا.
ولكن في خلفية الأحداث، ربما يكون هناك بعض السُذج الذين تعرضوا للخداع وهم من المتعاطفين معي أو يظهر أنهم كذلك أو أنهم وعدوا بالحصول على مكافآت إن قالوا أمورا معينة. هؤلاء لا أعرف عنهم شيئا ولا يمكنني قول شيء عنهم، ولكن يمكنني القول أن طرد الآلاف من وظائفهم بعد يوم واحد على الأحداث يمثل دليلا على القرارات الاعتباطية التي اتخذتها السلطات ويؤكد أنها كانت قد صنفتهم بشكل مسبق وحددتهم وكانت تنتظر وقوع سيناريو مشابه للعملية. هذا ما يدلنا عليه المنطق والتفكير السليم.
فريد زكريا: ولكن رئيس الوزراء والمحيطين به وجهوا تهمة محددة لك وهي أن الانقلابيين قاموا عند اعتقال رئيس الأركان التركي بإعلامه بأنه سيكون على تواصل مباشر معك وأنك ستقنعه بدعم الانقلاب فهل هذا صحيح؟ هل كان لديك ما ستقوله لرئيس الأركان وهل عرضت فعلا التحدث إليه؟
فتح الله غولن: أعوذ بالله أن أكون قد تحدثت إلى رئيس الأركان. على المرء توجيه السؤال إليه: هل تحدث معي عبر الهاتف، هل أرسلت له رسالة عبر أحد؟ هل حصل على أي وثيقة مكتوبة أو موقعة مني؟ أنا لا أعرفه عن كثب ولكن بحسب ما أعرف عنه فهو رجل نزيه ولا أظن أنه سيقول غير الحقيقة. لذلك أرى توجيه السؤال إليه وأظن أنه بحال خدعه أحدهم وقال له أشياء أخرى فيجب التحقيق في الأمر.
فريد زكريا: لكن من برأيك نظّم الانقلاب؟
فتح الله غولن: وفقا للبعض، فإن القوى القومية المتطرفة خططت للانقلاب ووضعت بعض المتدينين في المقدمة من أجل تشويه صورتهم على أمل أن يساعدهم ذلك في حشد التأييد الشعبي، هذا ما قاله البعض. في الواقع لقد قال الرئيس بنفسه إن ما حصل كان أشبه بهبة من الله ستسمح له بالقيام بما يريد وبكل سهولة.
فريد زكريا: هل تعتقد أن أردوغان نظّم بنفسه الانقلاب سرا؟
فتح الله غولن: أظن أن مزاعم كهذه ستكون سخيفة ومهينة. وحتى لو كنت أمام عدوي الذي يريد أن يشرب من دمي فأنا أفضل أن ألقى ربي قبل أن أوجّه تهمة من هذا النوع فأنا أعلم أن الله سيحاسبني.
فريد زكريا: ولكنك لا تنكر أن الكثير من الناس الذين تورطوا في الانقلاب متعاطفون معك ومع أفكارك؟
فتح الله غولن: ربما يكون هناك بعض المتعاطفين بينهم، ولكنني أرى أنهم خانوا الأمة ولم يحترموا أفكاري التي أحملها من زمن طويل وهي أساسية بالنسبة لي لأنه في أعقاب كل انقلاب يتأثر الفقراء سلبا ولذلك كنت دائما ضد الانقلابات التي أمضيت حياتي أشهدها وأتعرض للضغوطات بسببها. أرى أنه ما من خير ينتج عن الانقلابات التي لا تقوم إلا بتقسيم النساء وجعلهم يعادون بعضهم وتؤدي الأعمال العدائية هذه إلى التأثير على الأجيال المقبلة، كما يحدث في تركيا الآن.
ولذلك كنت دائما ضد الانقلابات وأنا ألعنها وألعن كل من يشارك في انقلاب ضد الديمقراطية والحرية والجمهورية. هذا هو موقفي.
فريد زكريا: الحكومة التركية تتهمك بخلق دولة موازية وبناء شبكة من المدارس لغسل أدمغة الناس وأن لديك أنصار داخل مؤسسات الدولة والقضاء والجيش وأن ذلك يشكل خطرا على الدولة فما رأيك؟
فتح الله غولن: وصول المواطنين إلى وظائف في مؤسساتهم أمر طبيعي فهم جزء من الأمة التركية ويرون أنفسهم جزءا منها. هذه البلاد ينتمي إليها المتعاطفون معي وجميع الآخرين أيضا سواء كنت أعرفهم أم لا. عموما أنا لا أعرف كيف تعينوا في مناصبهم.
فريد زكريا: لكن الاتهام الحكومي التركي لك بأن أنصارك بتوجيهات منك يحاولون زعزعة الحكومة التركية، هل ترفض هذه التهمة؟
فتح الله غولن: لا أظن أن الأمر متاح. كما ذكرت لك فإن بعض الناس يتحدثون عن قيام أحد الذين يظهر أنه من المتعاطفين بقيادة آخرين في هذا التحرك. هذا الأمر يبدو أشبه بفيلم هوليوودي وليس بعمل انقلابي عسكري. يبدو الأمر وكأنه خطة مدبرة ويبدو مما رأيناه أنهم جهزوا الأرضية كي تستوعب ما سبق لهم التخطيط له. أنا أقول هذا الأمر بحذر شديد وأتجنب القفز نحو الاستنتاجات أو الإدلاء بتصريحات جازمة، ولكن هذا ما يبدو الأمر عليه.
فريد زكريا: هل أنت مستعد للعودة إلى تركيا؟
فتح الله غولن: العودة إلى تركيا ستزيد من تعقيد الأمور وتجعلها مشكلة مستعصية الحل. هم سيبذلون قصارى جهدهم وإذا تمكنوا من إثبات عُشر التهم الموجعة ضدي واستردادي بالقول فلن يكون هناك شيء يمكنني القيام به. السؤال هو: هل يمكنهم القيام بذلك بسبل قانونية؟ أنا لا أظن ذلك، وعموما فكل ما يحصل سيكون بإرادة الله.
فريد زكريا: هل هناك رسالة تقولها للرئيس أردوغان؟
فتح الله غولن: أنا فقط أدعو له ألا يقابل ربه وهو يحمل كل تلك الذنوب التي ارتكبها.
CNN
حتماً لن يستطيعو الوصول إليك وأنت رجل البر والإحسان حتي وإن حاولو تشويه صورتك ياغولن ويكفي دعمك لتعليم في كافة الدول الاسلامية الفقيرة