من هي الصحابية التي أنزل الله لها دلوًا من السماء لتشرب ؟!
كرم الله على عباده المخلصين لا ينتهي، فهو سبحانه لا يتركهم لأهل الفتن بل يؤيدهم ويثبتهم بالأمور العجاب. ومن هؤلاء صحابية كريمة وقع لها أمر عجيب ذكرته كتب السنة النبوية المطهرة نذكرها في هذه السطور.
وتحكي هذه الصحابية قصتها العجيبة فتقول: إن زوجها كان قد أسلم فهاجر إلى الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، وبعد هجرته جاءوا إليَّ وقالوا: ﻟﻌﻠﻚ ﻋﻠﻰ ﺩﻳﻨﻪ. ﻗﻠﺖ: ﺃﻱ ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺇﻧﻲ ﻟﻌﻠﻰ ﺩﻳﻨﻪ، ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﻻ ﺟﺮﻡ ﻟﻨﻌﺬﺑﻨﻚ ﻋﺬﺍﺑًﺎ ﺷﺪﻳﺪًﺍ ﻓﺎﺭﺗﺤﻠﻮﺍ ﺑﻲ ﻋﻠﻰ ﺟﻤﻞ ﺛﻔﺎﻝ ﺷﺮ ﺭﻛﺎﺑﻬﻢ ﻭﺃﻏﻠﻈﻬﺎ ﻳﻄﻌﻤﻮﻧﻲ ﺍﻟﺨﺒﺰ ﺑﺎﻟﻌﺴﻞ ﻭﻻ ﻳﺴﻘﻮﻧﻲ ﻗﻄﺮﺓ ﻣﻦ ﻣﺎﺀ ﺣﺘﻰ ﺇﺫﺍ ﺍﻧﺘﺼﻒ ﺍﻟﻨﻬﺎﺭ ﻭﺳﺨﻨﺖ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﻭﻧﺤﻦ ﻗﺎﺋﻈﻮﻥ ﻧﺰﻟﻮﺍ ﻓﻀﺮﺑﻮﺍ ﺃﺧﺒﻴﺘﻬﻢ ﻭﺗﺮﻛﻮﻧﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﺣﺘﻰ ﺫﻫﺐ ﻋﻘﻠﻲ ﻭﺳﻤﻌﻲ ﻭﺑﺼﺮﻱ ﻓﻔﻌﻠﻮﺍ ﺫﻟﻚ ﺑﻲ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﻳﺎﻡ ﻓﻘﺎﻟﻮﺍ ﻟﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ: ﺍﺗﺮﻛﻲ ﻣﺎ ﺃﻧﺖ ﻋﻠﻴﻪ. ﻗﺎﻟﺖ: ﻓﻤﺎ ﺩﺭﻳﺖ ﻣﺎ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ ﺇﻻ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﻓﺄﺷﻴﺮ ﺑﺈﺻﺒﻌﻲ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﺑﺎﻟﺘﻮﺣﻴﺪ.
وتقول هذه الصحابية الكريمة: ﻓﻮﺍﻟﻠﻪ ﺇﻧﻲ ﻟﻌﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﻭﻗﺪ ﺑﻠﻐﻨﻲ ﺍﻟﺠﻬﺪ، ﺇﺫ ﻭﺟﺪﺕ ﺑﺮﺩ ﺩﻟﻮ ﻋﻠﻰ ﺻﺪﺭﻱ ﻓﺄﺧﺬﺗﻪ ﻓﺸﺮﺑﺖ ﻣﻨﻪ ﻧﻔﺴًﺎ ﻭﺍﺣﺪًﺍ ﺛﻢ ﺍﻧﺘﺰﻉ ﻣﻨﻲ ﻓﺬﻫﺒﺖ ﺃﻧﻈﺮ ﻓﺈﺫﺍ ﻫﻮ ﻣﻌﻠﻖ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻭﺍﻷﺭﺽ ﻓﻠﻢ ﺃﻗﺪﺭ ﻋﻠﻴﻪ، ﺛﻢ ﺩﻟﻲ ﺇﻟﻲَّ ﺛﺎﻧﻴﺔ ﻓﺸﺮﺑﺖ ﻣﻨﻪ ﻧﻔﺴًﺎ، ﺛﻢ ﺭﻓﻊ ﻓﺬﻫﺒﺖ ﺃﻧﻈﺮ ﻓﺈﺫﺍ ﻫﻮ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻭﺍﻷﺭﺽ، ﺛﻢ ﺩﻟﻲَّ ﺇﻟﻲَّ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻓﺸﺮﺑﺖ ﻣﻨﻪ ﺣﺘﻰ ﺭﻭﻳﺖ ﻭﺃﻫﺮﻗﺖ ﻋﻠﻰ ﺭﺃﺳﻲ ﻭﻭﺟﻬﻲ ﻭﺛﻴﺎﺑﻲ.
ﻗﺎﻟﺖ: ﻓﺨﺮﺟﻮﺍ ﻓﻨﻈﺮﻭﺍ ﻓﻘﺎﻟﻮﺍ ﻣﻦ ﺃﻳﻦ ﻟﻚ ﻫﺬﺍ ﻗﻠﺖ ﻣﻦ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺭﺯﻗﺎ ﺭﺯﻗﻨﻴﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﺎﻧﻄﻠﻘﻮﺍ ﺳﺮﺍﻋًﺎ ﺇﻟﻰ ﻗﺮﺑﻬﻢ ﻭﺃﺩﺍﻭﺍﻫﻢ ﻓﻮﺟﺪﻭﻫﺎ ﻣﻮﻛﺎﺓ ﻟﻢ ﺗﺤﻞ. ﻓﻘﺎﻟﻮﺍ ﻧﺸﻬﺪ ﺃﻥ ﺭﺑﻚ ﻫﻮ ﺭﺑﻨﺎ، ﻭﺃﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﺭﺯﻗﻚ ﻣﺎ ﺭﺯﻗﻚ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻮﺿﻊ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻓﻌﻠﻨﺎ ﺑﻚ ﻣﺎ ﻓﻌﻠﻨﺎ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﺷﺮﻉ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻓﺄﺳﻠﻤﻮﺍ ﻭﻫﺎﺟﺮﻭﺍ ﺟﻤﻴﻌًﺎ ﺇﻟﻰ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭآله وﺳﻠﻢ ﻭﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﻌﺮﻓﻮﻥ ﻓﻀﻠﻲ ﻋﻠﻴﻬم.
إنها الصحابية الجليلة “ﺃﻡ ﺷﺮﻳك” واسمها ﻏَﺰٍﻳَّﺔُ ﺑﻨﺖ ﺟﺎﺑﺮ ﺑﻦ ﺣﻜﻴﻢ ﺍﻟﺪﻭﺳﻴﺔ، ﻣﻦ ﺑﻨﻲ ﺩﻭﺱ، ﻣﻦ ﺍﻷﺯﺩ، ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻤﺎ: “ﻭﻗﻊ ﻓﻲ ﻗﻠﺐ ﺃﻡ ﺷﺮﻳﻚ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻓﺄﺳﻠﻤﺖ ﻭﻫﻲ ﺑﻤﻜﺔ، ﻭكانت ﺗﺤﺖ ﺃﺑﻲ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮ ﺍﻟﺪﻭﺳﻲ، ﺛﻢ ﺟﻌﻠﺖ ﺗﺪﺧﻞ ﻋﻠﻰ ﻧﺴﺎﺀ ﻗﺮﻳﺶ ﺳﺮًﺍ ﻓﺘﺪﻋﻮﻫﻦ ﺳﺮًﺍ ﻭﺗﺮﻏﺒﻬﻦ ﻓﻲ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺣﺘﻰ ﻇﻬﺮ ﺃﻣﺮﻫﺎ ﻷﻫﻞ ﻣﻜﺔ”.
وقد روى قصتها العجيبة العديد من كتب السنة منها الإمام السيوطي في كتابه “الخصائص الكبرى”، والإمام ابن حجر العيقلاني في كتابه “الإصابة في معرفة الصحابة”، وبرواية أخرى رواها الإمام البيهقي في كتابه “دلائل النبوة”، وغيرهم.
مصراوي
لها الرحمة