سياسية

أمريكا: لا خيار للمجلس العسكري إلا تشكيل حكومة مدنية من قوى التغيير

طالبت وزارة الخارجية الامريكية، المجلس العسكري بسحب قوات الدعم السريع من الخرطوم، وفتح تحقيق حول أحداث فض الاعتصام، وشددت على أن لا خيار أمام المجلس العسكري إلا قيام حكومة مدنية من قوى الحرية والتغيير.
وأكدت نائبة مساعد وزير الخارجية الامريكي للشؤون الافريقية مكيلا جيمس، خلال جلسة استماع في لجنة العلاقات الخارجية بالكونغرس الامريكي أمس، أن سياستهم الشاملة في السودان تتمثل في دعم تشكيل حكومة انتقالية بقيادة مدنية، وتبدأ في تنفيذ الإصلاحات التي تشتد الحاجة إليها وإعداد البلاد لإجراء انتخابات حرة ونزيهة، وأكدت أن الشعب السوداني جعل القيادة المدنية مطلباً واضحاً، وأنهم يسعون لمساعدته على عدم استمرار الحكم العسكري والعودة إلى الصراع بين الميليشيات أو قوات الأمن، وعودة ظهور حزب المؤتمر الوطني والقوى السياسية الأخرى التي تسعى إلى مواجهة تطلعاتهم.
ووصفت مكيلا الهجمات التي تعرض لها المعتصمون في اعتصام القيادة العامة في 3 يونيو الجاري بالمشينة، وحملتها إلى قوات الأمن الخاضعة لسيطرة المجلس العسكري الانتقالي بقيادة قوات الدعم السريع، وأشارت الى أن الشعب السوداني أظهر تصميماً قوياً في مواجهة ذلك العنف الوحشي (طبقاً لتعبيرها)، ونوهت الى تكرار مطالبهم للمجلس العسكري بوضع حد فوري للهجمات على المدنيين وعرقلة الرعاية الطبية وحجب الإنترنت والقيود غير المبررة على وسائل الإعلام والمجتمع المدني.

وكشفت مكيلا إلى حثهم المجلس العسكري الانتقالي على سحب قوات الدعم السريع من الخرطوم وتسليم سلطات إنفاذ القانون إلى الشرطة كوسيلة لإثبات استعداده للتفاوض بحسن نية، وحملته المسؤولية عن جميع الهجمات التي شنتها قوات الأمن على المدنيين، ولفتت الى ضغوطهم عليه للسماح بإجراء تحقيق مستقل وموثوق ومحاسبة المسؤولين عن العنف.

ونبهت نائبة مساعد وزير الخارجية الامريكي للشؤون الافريقية الى تعليق المرحلة الثانية من الحوار السوداني الامريكي لشطب اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب إلى أجل غير مسمى، وأن أملهم هو مساعدة الشعب السوداني على تحقيق السلطة بقيادة مدنية تحترم حقوقه، وثم مساعدة تلك الحكومة على العمل مع شركائهم الدوليين لمواجهة التحديات الاقتصادية والسياسية الهامة التي سترثها من نظام البشير.

واعتبرت مكيلا أن أفضل النتائج تتمثل في التوصل إلى اتفاق بين المجلس العسكري الانتقالي وقوى الحرية والتغيير لتشكيل حكومة انتقالية بقيادة مدنية، وحثت جميع الاطراف على الالتزام البناء بالاتفاقات التي تم التوصل إليها.
ونوهت مكيلا الى أن دور الجيش السوداني الذي يمكن ان يؤديه كشريك في الحكومة المدنية هو كبح الميليشيات وحماية البلاد، والمساعدة في العمل معهم في الحكومة الانتقالية التي تنهي النزاعات وتنفذ الإصلاحات السياسية، ثم الدعوة إلى انتخابات حرة ونزيهة، وتمسكت بأن هذا هو السبيل الوحيد لتحقيق استقرار السودان والوصول لعلاقة أفضل مع الولايات المتحدة.

وأعلنت نائبة مساعد وزير الخارجية الامريكي للشؤون الافريقية، دعمها لجهود الاتحاد الأفريقي، ورحبت بالاستجابة القوية لمجلس السلم والأمن التابع له، ورحبت بمشاركة رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد بالوساطة وعمل مبعوثه السفير محمود درير بالنيابة عن (إيقاد) للتوسط بين الطرفين بالتزامن مع الاتحاد الأفريقي، وأكدت أن السفير دونالد بوث والمسؤوليين الأمريكيين الاخرين على اتصال منتظم معهم ، وتشجيع الحوار المثمر الذي يؤدي إلى اتفاق.
وأعلنت مكيلا دعمها مع مجموعة كاملة للخيارات المتاحة أمامهم، بما في ذلك التدابير التي تستهدف المشاركين في انتهاكات حقوق الإنسان أو الذين يقوضون إقامة حكومة مدنية انتقالية، وقطعت بأنه لا خيار أمام المجلس العسكري في السودان إلا كبح جماح المفسدين واستئناف
المفاوضات وقيام حكومة مدنية ضحى الشعب السوداني بالكثير لتحقيقه.

الخرطوم: حاتم درديري
صحيفة الجريدة

تعليق واحد

  1. على المجلس العسكري وضع المصلحة الوطنية للسودان فوق كل إعتبار والعمل بوطنية وتجرد ونكران للذات في سبيل الخروج بهذه اليلد الي بر الأمان دون تعقيد الأمور أو وضع العراقيل على اساس حماية مصالح أو أشخاص خلف الكواليس

    مع الوضع في الإعتبار أن النظام السابق وضع الشعب السوداني سنين عددا في ظل الحصار الإقتصادي ووضع السودان ضمن قائمة الدول الراعية للإرهاب بسبب التعنت والمعاداة للدول الغربية وعدم النجاح في إدارة العلاقات الخارجية بشكل جيد .. ليس ذلك فحسب تنعم قادة النظام في خيرات البلد وترك الشعب للمعاناة والفقر وسوء الاحوال الإقتصادية …

    وعلى الحرية والتغيير عدم التعنت في التفاوض والإعتماد على ما جاء من تصريحات للأمريكان ومسنادة الدول الأوربية .. ويلزم تقديم التنازلات لمشاركة الكيانات السياسية .. في سبيل الوطن وحل الإشكال

    وعلى المجلس والحرية والتغيير عدم التصعيد الإعلامي لبعض وإبداء حسن النية قدر الإمكان والجلوس لتشكيل الحكومة بأسرع ما تيسر