السودان يصل إلى بر الأمان.. كل ما تريد معرفته عن بنود اتفاق السلام
تشهد اليوم عاصمة جنوب السودان جوبا توقيع المرحلة النهائية من اتفاق السلام السودانى مع حركات وتحالفات مسلحة بإقليم دارفور، في خطوة مهمة لتحقيق هدف القيادة الانتقالية في جمهورية السودان لحل الصراعات الأهلية المتعددة والعميقة الجذور.
ويسعى هذا الاتفاق التاريخي إلى تحقيق انفراجة اقتصادية وتكامل بين دولتي جنوب السودان والسودان خصوصا وأن البلدين يتشاركان حدود جغرافية بطول أكثر من ألفين كيلومتر، ليس ذلك فقط بل يقوم أساس اتفاق السلام السودانى على لم الشمل والمشاركة في “السلطة والثروة والعدالة الانتقالية” كما أنه يؤمن عودة النازحين واللاجئين إلى قراهم.
بنود الاتفاقية
بعد 17 عاما من الحرب الأهلية بين الخرطوم والحركات المسلحة وبوساطة من جنوب السودان، جاء توقيع إتفاق السلام الذى ينص في بنوده على إعطاء المنطقتين الحكم الذاتي، ودمج قوات الحركة مع الجيش السوداني خلال فترة ٣٩ شهرا، على أن تشارك الأطراف الموقعة في السلطة الانتقالية بثلاث مقاعد في مجلس السيادة ليرتفع عدد أعضاء المجلس إلى 14 عضوا، وسيحصل الموقعون أيضا على 5 مقاعد في مجلس الوزراء.
كما نصت بنود الاتفاق على ضرورة وقف الحرب وجبر الضرر واحترام التعدد الديني والثقافي والتمييز الإيجابي لمناطق الحرب وهي دارفور والنيل الأزرق وجنوب كردفان.
وتضمنت بنود تقاسم السلطة تمكين المناطق المتضررة من الاستفادة الكاملة من نحو 40 % من عوائد الضرائب، والموارد والثروات المحلية في حين تذهب نسبة 60% المتبقية للخزينة المركزية.
ونص الاتفاق كذلك على منح منطقتي النيل الأزرق وجنوب كردفان صيغة حكم ذاتي حددت من خلالها اختصاصات السلطات المحلية والفدرالية، بما في ذلك سن القوانين والتشريعات التي اتفق على أن تستند لدستوري 1973، إضافة إلى تشكيل مقتضيات أهمها مفوضية للحريات الدينية.
الموقعون على الاتفاق
وقعت الدكتورة ايثار خليل إبراهيم نيابة عن العدل والمساواة، كما وقعت ازدهار جمعة نيابة عن الحركة الشعبية لتحرير السودان شمال – الجبهة الثورية، ووقع مني أركو مناوي نيابة عن حركة تحرير السودان، كما وقع د. الهادي إدريس عن حركة تحرير السودان المجلس الانتقالي، وعن التحالف السوداني وقع خميس عبدالله أبكر.
ووقع عن تجمع قوى تحرير السودان خميس عبدالله أبكر، وأسامة سعيد وقع إنابة عن مؤتمر البجا، كما وقع خالد إدريس نيابة عن الجبهة الشعبية المتحدة للتحرير والعدالة، ووقع محمد داؤود نيابة عن حركة تحرير كوش.
كان السودان منذ نهاية العقد اخامس من القرن الماضي غارقا فى الحروب الأهلية التى حصدت أرواح نحو 4 ملايين شخص، وأجبرت أكثر من 10 ملايين على النزوح الداخلي هربا من الموت أو اللجوء إلى بلدان أخرى بحثا عن الأمان والاستقرار.
وقال رئيس الوزراء السوداني عبدالله حمدوك إن حوار السلام يعتبر حوارًا بين أشقاء وهو لا يخلو من المطبات والعثرات، مشيرًا إلى أنه بالصبر والمثابرة والحكمة والدور الكبير الذي لعبته الوساطة في تقريب وجهات النظر تحقق السلام
وأكد رئيس الوزراء السوداني أن اللام سيفتح آفاقًا رحبة للتنمية والتقدم والإزدهار موضحًا في هذا الصدد أن الشعب السوداني موعود بتوقيع اتفاق السلام يوم غدٍ السبت لفتح صفحة جديدة تنهي الحروب وتضع حدًا لمعاناة أهلنا في معسكرات النزوح واللجوء
من جانبه رحب المستشار الأمني لرئيس دولة جنوب السودان رئيس فريق الوساطة لمحادثات سلام السودان توت قلواك برئيس الوزراء السوداني والوفد المرافق له.
وأكد مستشار رئيس دولة جنوب السودان أن العالم سيشهد تحولًا حقيقيًا في السودان في ظل الظروف الإقليمية والدولية، مشيرًا إلى أن السودان مر بظروف إنتقال صعبة، مؤكدًا في الصدد حرص بلاده بالوقوف مع السودان لتجاوز كل التحديات.
صدى البلد
الف مبروك وربنا يوفقكم الى ما فيه الخير للبلاد والعباد والعزة للسودان