هيثم صديق

إنجمينا

وبلغة اهل السودان فإن أنجمينا تعني ارتحنا ولعل لها معان أخر
ولكن هل ارتاحت المنطقة بمقتل الرئيس التشادي إدريس دبي الذي لحق بالقذافي والبشير وبن على ومبارك وعلى عبد الله صالح في لعنة الثلاثةعقود.
لاتزال أفريقيا في رهقها القديم ومراهقتها المستمرة لا تعقل ابدا متمسكة بالمناطقية والجهوية والعنصرية وممسكاً بها الخوف والفقر والمرض
واصبح السودان اليوم نابين سد النهضة شرقا وسد الفتنة غربا وفوق كل ذلك هو (ما ناقص)
لقد مات ديبي في ظرف دقيق فانجمينا تكاد تكون ولاية سودانية من التشابه والتجانس وهو ماسوف يفضي إلى تاثر السودان بذلك الحدث الكبير
ربما كان إدريس ديكتاتورا وطاغية ولكنه كان يمسك بمفاتيح اللعب واكتسب خبرة كبيرة في استعمالها قد لا تتوفر لكاكا إبنه ولا لغيره مما سيجعل تشاد في مازق قد يمزقها ويتداعى له إقليم دارفور بالسهر والحمى وكلما سخن راس دارفور وضعت الخرطوم المكمدات على اطرافها وبلعت البنادول.
لقد اعتلى الحكم في النيجر حليف عشائري دارفوري ومع أحداث تشاد وفوضى ليبيا يبقي الخطر القادم من الغرب كبيراً ومؤثراً.
في ذات التاريخ الذي استلم فيه الجنرال دبي الحكم في إنجمينا خلفا لحبري الهارب كانت الخرطوم تقول لأسياسي إذهب لأسمرا رئيسا بعد استقلال ارتريا من اثيوبيا وهو الامر الذي لم تغفره اديس ابابا للخرطوم وربما ساعدت بشكل ما في الثار بفصل جوبا.
وفصول الرواية الشائكة تتوالي وتتواصل فجل الحركات ألمسلحة في الخرطوم اليوم كانت تحضنها إنجمينا ويتولاها ديبي والذي تحالف مع البشير مع ذلك واتخذ من موسى هلال نسيبا فلم يشفع ذلك لهلال الذي اخرجه التغيير فقط والأحلاف وشربكة الخيوط
ولعل الزغاوي الكبير لم يقرأ للمسلاتي العظيم الفيتوري
وانني يا سيدي
كنت قبل الف عام
قد نصحت متوجا مثلك
ما اعدله
وما اعدلك
فازدراني
ازدرى نصيحتي
فبقيت
بينما هلك

هيثم صديق
صحيفة اليوم التالي

تعليق واحد

  1. هو الرجل صنع معظم حركات تمرد دارفور ليه لما يختفي نتشاءم العكس مفروض نتفاءل بانو الوضع يكون احسن ولا نكرر الخطا نترك تشاد في حالها ولا نسمح لهم بالتدخل والمصلحة تبقي تحدد شكل العلاقات الرسمية