مجمع فتح الرحمن البشير
وجزاء الرجل الكبير، فتح الرحمن البشير عند الله كبيرا بإذن الله، لما جعل ذلك المبنى في وسط الخرطوم وقفا لصالح المرضى.
المجمع صار مركزا للعيادات المحولة من مستشفى الخرطوم ليتابع المرضى علاجهم هناك.. وكان أن أصيبت عمتي بكسر في يدها، فذهبنا بها للمستشفى التركي بالكلاكلة وبعد أن تم تجبيص يدها، تم تحويلنا لمستشفى الخرطوم!! لماذا؟ سألنا وإرهاق المرافقين في أعيننا.. قلنا لهم لِمَ لم تشيروا علينا بالذهاب إلى مستشفى الخرطوم؟.. لم نجد ردا.. لعلهم يريدون أن يتعلموا فينا.. بووو ذهبنا لمستشفى الخرطوم.. وبعد إجراء اللازم قالوا لنا.. تعالوا لمجمع فتح الرحمن البشير.. قلنا لهم أبشروا.. وفي مجمع فتح الرحمن كان ترتيبنا رقم 95 في (لستة) مسجل العيادة..
وفي انتظار الدخول كملنا الصبر كلو وسط صالة بلا تكييف وبتستيف وعشوائية أقرب لسوق.. رغم أن كل داخل يدفع عشرة جنيهات لو جمعت لاشترت ما يجعل الصالة أفضل مما هي عليه.. نريد حصيلة يوم واحد مما يجمعون..
ودخلنا على الأطباء، فتفرسنا في الوجوه لنختار صاحب الجبين المطروح ليخفف (أنة المجروح).. للحقيقة كانوا كلهم ممن أردنا.. فجلسنا لأقربهم إلينا.. وأشار إلينا بعمل صورة أشعة.. جئنا بها لنجد كل الأطباء قد غادروا لانتهاء الزمن..
لم نجد إلا (مستر عبد الرحمن) ونحن داخلون عليه كان أحدهم يخرج من عنده وهو يستعيذ بالله من الحال وينعي الطب والأطباء.. دخلت إليه أحمل صورة الأشعة وشعاع من وجهه أحسبه يضيء المكان.. لم يكن إلا أنا وهو.. أنا مرافق لمريض وهو كبير الأطباء.. مستر وأجرك على الله بلحية كثة ومنطق (أصلع) قال لي: خلاص شطبّنا.. حسبت نفسي في مطعم.. كافتريا.. قلت له: ليس بعدي أحد ودي قعدة من الصباح.. تكلمت الجدران لو تكلم.. خيرني ما بين العودة الأسبوع القادم أو الذهاب للمستشفى.. طيب يا (مستر) انظر للصورة فقط وشر علينا.. ولقد أسمعت إذ ناديت حيا.. كان مصنوعا من (جبس).. وخرجت من عنده محبطا.. فتلقاني من العمال والموظفين من يواسي ويقول لي: (الزول ده أصلو كده) وحكى بعضهم أن هناك من يتلتله بالأسابيع..
هناك فرق ما بين المنعم فتح الرحمن والمانع عبد الرحمن..
وكلاهما من أبناء بلادي، لكنهما ليسا سواء.
أحدهما أشعل شمعتها من الماس المقدس..
والآخر يرصد شمعتها بأنفاس المسدس..
هتش – صحيفة اليوم التالي
اللهم اشفها شفاءاً لا يغادر سقم
الله يجبر كسرها وكسر الوطن ياهيثم