هيثم صديق

حدد موقفك من مقتل الطيار الأردني

[JUSTIFY]هناك أمور لا يمكن أن تتحكم فيها اختبرها على نفسي حينما أشاهد فيلما.. فليكن ذلك الفيلم أمريكيا مثلا.. بطله جندي من المارينز.. ومهمته إنقاذ رهائن في بغداد.. هو سوف يحرر الرهائن ويعود سالما تماشيا مع المقولة المأثورة لعشاق السينما (بطل ما بموت).. وإني لأعرف أن الكاميرات تحيط به لا الخصوم.. فالأمر لا يغادر أنه تمثيل يموت فيه الكومبارس مائة مرة.. ومع ذلك لا تمنع التوتر من أن يزورك.. وتخاف على البطل.. على جندي المارينز وأنت في الواقع تنتمي لبغداد ومقاتليها.. لكن المخرج يسوقك سوقا إلى أن تتعاطف مع البطل الذي يمثل خصما لقناعاتك وانحيازاتك.. الرجل الذي اختطف الرهائن سوف يقتل في الأخير وسترتاح أنت لقتله وهو بطلك الحقيقي.. لكنك ستكون مسلوب الإرادة وأنت تشجع في خصمك الحقيقي ليفوز في النهاية.. هذا الاستلاب الذي نحسه حال مشاهدتنا للأفلام.. يعترينا حينما نتصفح الصحف أو نشاهد الحروب من خلال النشرات في التلفزيون أو نتتبع الماوس.. يقودنا إلى ما نريد وما لا نريد في شبكة الانترنت..

قد يصفق جماعة لمقتل الطيار الأردني مثلا.. ويشيرون إلى أنه يستحق ما وقع له بحسبانه قد قتل عشرات ممن قتلوه.. والبعض يقول إنه (عبد المأمور) ويقف البعض في الجانب الآخر ويعدون قتله بتلك الوحشية انتهاكا لأعراف الإنسانية والأديان.. وطريقة العرض تجعلك تقف مرة مع (داعش) وأخرى ضدها.. لكنك ترتدي قناعاتك البعيدة في مكنون النفس سريعا وتتجه إلى البحث عما يعضد تلك القناعات.. مثلما تقف حال دخولك الاستاد إلى جوار مشجعي الفريق الذي تشجعه أنت..

والإعلام يمارس بعضه تجنيدك إلى صفه حتى إذا أصبحت تقول: قالت (البي بي سي) أصبحت أنت عبدا لتلك المحطة.. لا تظن أنها يمكن أن تدس لك سما في الدسم.!!

ليس كل ما يلوح أمام أعيننا هو الحقيقة.. وقد يأخذ البعض على (داعش) طريقة القتل.. ولا يأخذون عليها القتل في حد ذاته.. وهو تبين درجة التعصب أو الميل.. وينتظر جماعة بفارغ الصبر ردا حاسما على تنظيم الدولة بأكثر من أهل الطيار الأردني..

وهذا الحديث من وحي حديث لأحد الأصدقاء.. قال لي فيه إنه تأثر لطريقة موت الطيار وليس لموته.. فقلت له إنك لو لم تشاهد مقتله لربما هللت وهنا عرفت إلى أي جانب ينتمي.. صديق آخر بدا غاضبا وهو يرمي كل الإسلاميين بالبشاعة.. ويدعو الله أن يريح منهم الناس.. وعرفت إلى أي جانب ينتمي.. لكن بث الفيديو في حد ذاته يجعل المواقف رمادية في بعض الأحيان..

الرداء البرتقالي الذي يلبسه المحكوم عليهم بالإعدام في فيديوهات (داعش) هو نفسه الذي نراه في لقطات (غوانتنامو)..

هذه أيام (مع وضد) لمن يشاهد.. أما من (يشارك) فيعرف لأية جهة ينتمي.!؟
[/JUSTIFY]

تعليق واحد

  1. عزيزى الكاتب ادعوك لكى تقرا اكثر وتعرف حقيقة داعش قبل ان تكتب عنهم المقال غير موفق والموضوع اكبر من ان تتناوله بهذه السطحية