الفريق أول فوزي أحمد الفاضل .. رحيل قائد مميز
شيعت البلاد أمس الراحل الفريق اول فوزي احمد الفاضل القائد العام السابق لقوات الشعب المسلحة ابان حقبة الديمقراطية الثالثة عن عمر ناهز الـ (73) عاماً، ووري الجثمان في حضور الرئيس عمر البشير، ونائبه علي عثمان، ود. نافع علي نافع، ووزير الداخلية وقيادات الجيش،وهيئة الاركان،والشرطة،وجموع غفيرة من اصدقائه واقاربه من مسقط رأسه جزيرة توتي.
وعدد المشيعون مآثر الفقيد، ووصفوه بدماثة الاخلاق وعفة اللسان، والحزم عند مواقع الحزم، والضبط والربط، ورجل القرار.
ويقول العقيد (م) السفير بالخارجية السودانية سابقاً الرشيد ابو شامة، صديق وزميل الراحل، ان الراحل درس في الاميرية الوسطى با مدرمان، ومن ثم الى الثانوية بوادي سيدنا والتي نصحه الاساتذة الانجليز فيها بالالتحاق بالكلية الحربية، ليدخل الحربية في العام (1957م)، ويتخرج منها في (1959م)، وفي تطوافه العسكري، نقل الراحل الى سلاح المدفعية عطبرة برتبة العقيد، ومن ثم ملحقاً عسكرياً بالقاهرة، ثم الى موسكو لتلقي التدريب في السلاح الجوي، ومن ثم انتقل الى الدفاع الجوي ببورتسودان، ومن هناك تم اختياره قائداً للجيش ابان حكومة الصادق المهدي (الديمقراطية الثالثة) في العام (1986م)، وتقاعد بالمعاش في العام (1988م)، ويروي ابو شامة في حديثه لـ (الرأي العام) ان الفقيد من جزيرة توتي وتزامل معه في الاميرية ووادي سيدنا، والكلية الحربية، وقال إن الراحل لم يفارق اهله بين النهرين حتى في فترة توليه منصب القائد العام، ويصمت ابو شامة برهة لاخراج آهة حسرة على صديقه الشخصي ليقول (كان دمث الخلق، وطيب المعشر)، وتابع اذكر جيداً مرحلة وادي سيدنا عندما نصحه الاساتذة الانجليز بالالتحاق بالكلية الحربية كيوم امس ، لانهم رأوا فيه جندياً ناجحاً في قامته ومظهره، وصدقت نبؤاتهم لكونه اصبح قائداً عاماً للجيش، له الرحمة ولآله الصبر والسلوان.
ويذكر ابو شامة ان الراحل كان ذا علاقات متعددة وواسعة مع زملائه، ويصمت برهة (عرفنا توتي بوجود فوزي).
ويروي العميد (م) كمال شريف احمد شرفي زميل وصديق الراحل منذ العام (1953م) منذ لقائهما بمدرسة وادي سيدنا الثانوية، وقال: (كنت معه في داخلية واحدة وعنبر واحد، وفصل واحد)، ومن ثم تخرجنا من الكلية الحربية وكنا نقيم في حجرة واحدة، ووصف شرفي الراحل بانه من خيرة الضباط الذين تقلدوا منصب القائد العام في الجيش السوداني، وقال ان الراحل كان عسكرياً محترفاً لا يجامل في عسكريته احداً مهما كان، وتابع: كان فوزي القائد العام الذي اصر على عدم اقحام الجيش في السياسة، يعطي المناصب السيادية كل الاحترام، ولكنه لا يضع لها فرصة التدخل في الشؤون العسكرية. وكان حازماً في مواقع الحزم، وطريفاً حد النكتة.. كان رجل القرار فوزي..
واوضح ابن الراحل كمال فوزي ان والده كان -وتحبس العبرة كلماته – أباً بكل ما تحمل الكلمة من معنى، ويقول توفى الوالد عن عمر يناهز الـ (73) عاماً، وهو اب لولدين وثلاث بنات.
ويذكر عابدين درمة المرابط دوماً بالمقابر انه تذكر في تشييع الراحل فوزي ذلك الموكب الذي خرج لتشييع الرئيس الراحل المشير جعفر نميري، خاصة في الموكب العسكري من جزيرة توتي الى مقابر حمد وخوجلي بمدينة بحري. وقال درمة خاصة وأنه تم بمشاركة الرئيس عمر البشير، ونائبه علي عثمان محمد طه، وكل رجالات السلك الدبلوماسي، ووزير الداخلية، وقيادات الشرطة، وهيئة الاركان، وقيادات الشعب السوداني كافة.
الراي العام
كل نفس زائقة الموت اللهم أرحمه وأسكنه فسيح جناتك مع الصديقبن والشهداء وحسن اولئك رفيقا اللهم صبر أهله وزويه أن لله وأنا اليه لراجعون.