سياسية

الصادق المهدي: الجنوبيين يعتبرون واشنطن ولي أمرهم وهي تبيعهم الوهم

قال رئيس حزب الامة الصادق المهدي، ان استفتاء جنوب السودان تحول الى «بقرة مقدسة» لا يمكن لاحد في البلاد المساس بها، وان الولايات المتحدة فقط يمكنها المطالبة بتأجيله، وحذر من براكين قتالية فى حالة عدم نزاهة الاستفتاء، لافتاً إلى أن اميركا تبيع الوهم للجنوبيين بأنها ستجعل دولتهم فى حال انفصالها نموذجاً ناجحاً.
وقال المهدي في كلمة بالمجلس المصري للشؤون الخارجية مساء أمس الاول إن اجراء الاستفتاء في التاسع من يناير المقبل،بدون توفير ضمانات لنزاهته يمكن ان يدفع بالبلاد الى كارثة،ورأى ان «اجراءات الاستفتاء مقيدة بمواقيت يستحيل تحقيقها.» واشار الى عراقيل كثيرة امام العملية، منها غياب الثقة والتعاون بين المؤتمر الوطني والحركة الشعبية ،موضحاً ان الميزانية المطلوبة لعمل مفوضية الاستفتاء لم تدفع،الى جانب وجود خلافات حول كيفية تصويت ما بين مليون ومليوني جنوبي في الشمال.
وقال المهدي ان الاسرة الدولية بقيادة الولايات المتحدة «غير مهتمة بنوع الاستفتاء بل بشكله وهذا سيناريو كارثي.»،واضاف ان «موجة الدعم الامريكي للموقف الشكلي (ترجع الى) أن الرأي العام الامريكي يريد ان يرى امريكا مؤيدة للجنوب»وتابع بالقول
«شعبية الحكومة الامريكية في حاجة لانجاز لارضاء الرأي العام الامريكي.»
وقال ان «الاستفتاء اصبح بقرة مقدسة» لا يستطيع احد ان يمسها في السودان، كما انه لا أحد يستطيع الكلام عن التأجيل الا الولايات المتحدة التي يعتبرها الجنوبيون بمثابة «ولي الامر» وأية جهة اخرى محلية او عربية او اجنبية ستكون مبرراتها محل تشكيك من الجنوبيين.
وحذر المهدي من ان اجراء الاستفتاء بدون ضمان نزاهته يعني ان نتائجه ستفتقد المصداقية وستكون مختلفا عليها وهو ما يمكن ان «يسمم العلاقات بين الشمال والجنوب ويجعل السودان جبل مغناطيس يجذب اليه كافة تناقضات المنطقة، نزاعات القرن الافريقي وحوض النيل وغرب افريقيا والشرق الاوسط.»،ونبه الى ان «القضية ليست متى يجري الاستفتاء ولكن ضرورة ان يكون حرا نزيها وأن يتفق على آلية لحل النقاط الخلافية.»
وقال المهدي ان الرئيس عمر البشير ونائبه الاول سلفا كير ميارديت «ما برحا يؤكدان عزمهما على عدم استئناف الحرب وانا اصدقهما لاسباب موضوعية.»واضاف «هما ليسا شخصيات مارشالية، ومعلوم ان الجيوش التي تحكم تشغلها مصالح الحكم عن الحرب، والسودان تحت المجهر الدولي كل حركات قواته محسوبة ولا أحد يريد ان يتهم بشن الحرب.»
لكن المهدي قال ان اسباب الحرب لا تتوقف على المشاكل الشمالية الجنوبية وان «ضحايا الاقتتال الجنوبي الجنوبي اكبر عددا من ضحايا الاقتتال الشمالي الجنوبي.»
وحدد عشر نقاط «قابلة للالتهاب» بعد الاستفتاء بسبب الخلافات بشأنها ومنها «تبعية الجبلين ما بين الرنك والنيل الابيض» و» جبل مقينص» و»كاكا التجارية» و»بحر العرب» و»كفياكنجي وحفرة النحاس» و»أبيي» و»هجليج».
واقترح المهدي «اسناد ادارة الاستفتاء لجهة محايدة، دول معينة تحت مظلة الامم المتحدة، لان أية جهة سودانية سوف يطعن في نزاهتها.»
وطالب ايضا «بمراجعة اتفاقية السلام الشامل كأساس للوحدة او للتوأمة بين الدولتين اذا قرر الجنوبيون الانفصال.» واشار الى انه سيبحث هذه الرؤية في لقاء مع سلفا كير الاسبوع القادم في الخرطوم.
وقال المهدي ان انفصال جنوب السودان يمكن ان يولد خيارات جديدة بالنسبة للشمال على غرار «الميثاق الثلاثي بين مصر والسودان وليبيا» في اشارة الى ميثاق طرابلس الذي وقعته الدول الثلاث في ديسمبر كانون الاول عام 1969، وشمل الى جانب التعاون الاقتصادي مجالات الدفاع والسياسة الخارجية، وانضمت اليه سوريا في نوفمبر تشرين الثاني 1970.

الصحافة

تعليق واحد

  1. السيد يتكلم عن النزاها وعن المتاهات هو منو الدخل البلد دي في المتاهات غيرك يامدلل البلد دي ماكنت رئيسها يوم من الايام عملتا ليهاشنو غير اشعلة الحرب فيها ووصلتها لاسوا وضع لو مافضل الانغاز خلعتك منها كان السودان الان مافيهو زول واحد إنشاء الله السلام يعم البلاد الشعب السوداني واعي وكلامك ده ماباثر فيهو كفانه نزيف دما .